واختلف العلماء في توجيه المراد بهذه العبارة، وحاصل ذلك يعود إلى رأيين: الأول: أن المراد كتبٌ مخصوصة. قال الخطيب في (الجامع) ٢: ٢٣١ - عقب روايتها-: "هذا الكلام محمول على وجه وهو أن المراد به كتب مخصوصة في هذه المعاني الثلاثة غير معتمد عليها ولا موثوق بصحتها، لسوء أحوال مصنفيها، وعدم عدالة ناقليها، وزيادات القصاص فيها .. ولا أعلم في التفسير كتابا مصنفا سلم من علة فيه، أو عري من مطعن عليه". الثاني: أنه باعتبار الغالب، فالغالب على مرويات التفسير أنه ليس لها أسانيد متصلة صحيحة. قال الزركشي في (البرهان في علوم القرآن) ٢: ١٥٦: "قال المحققون من أصحابه: ومراده أن الغالب أنها ليس لها أسانيد صحاح متصلة، وإلا فقد صح من ذلك كثير". قلت: ويؤيده قول الذهبي في (سير أعلام النبلاء) ٧: ٩: "يظهر على مالك الإمام إعراض عن التفسير، لانقطاع أسانيد ذلك، فقلما روى منه". وانظر (منهاج السنة) لابن تيمية ٧: ٤٣٥، (مجموع الفتاوى) له ١٣: ٣٤٦. قال ابن حجر في (لسان الميزان) ١: ١٠٦ بعد أن ساق العبارة: (قلت: ينبغي أن يضاف إليها: الفضائل، فهذه أودية الأحاديث الضعيفة والمرضوعة". وانظر بحثا موسعا حول عبارة الإمام أحمد للشيخ أيى إسحاق الحويني في مقدمة تحقيقه لتفسير ابن كثير ١: ١٢ - ٢٦. (٢) كتاب العلل في آخر الجامع ٥: ٧٠٩.