(٤٦) عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، قال: حضرت عصابة من اليهود يوما إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: يا رسول الله، حدثنا عن خلال نسألك عنها، لا يعلمها إِلا نبي، قال:(سلوني عمَّ (١) شئتم ولكن اجعلوا لي ذمة الله، وما أخذ يعقوب على بنيه، إنَّ أنا حدثتكم بشيء تعرفونه لتبايعني على الإسلام) قالوا: فلك ذلك. قال:(فسلوني عمَّ شئتم) قالوا: أخبرنا عن أربع خلال نسألك عنها؛ أخبرنا عن الطعام الذي حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة، وأخبرنا عن ماء المرأة من ماء الرجل، وكيف يكون الذكر منه حتى يكون ذكرا، وكيف تكون الأنثى منه حتى تكون أنثى، وأخبرنا كيف هذا النبي في النوم، ومن وليك من الملائكة؟، قال:(فعليكم عهد الله وميثاقه لئن أنا حدثتكم لتبايعني؟) فأعطوه ما شاء من عهد وميثاق. قال:(أنشدكم بالله الذي نزل التوراة على موسى هل تعلمون أن إسرائيل يعقوب مرض مرضا شديدا طال سقمه منه، فنذر لله عز وجل نذرا لئن شفاه من سقمه؛ ليحرمن أحب الشراب إليه، وأحب الطعام إليه، وكان أحب الشراب إليه: ألبان الأبل، وكان أحب الطعام إليه: لحمان الإبل) قالوا: اللهم نعم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اللهم اشهد عليهم ..) فذكر باقي الحديث بطوله.
[تخريجه]
أخرجه الطيالسي في مسنده ٤: ٤٥٠ رقم (٢٨٥٤) قال: حدثنا عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، قال: حدثني ابن عباس .. فذكره.
(١) "ما" هنا بمعنى: أي، أي سل عن أي شيء بدا لك، وهنا تكتب ناقصة بدون ألف، ولو كانت "ما" بمعنى الذي لكتبت تامة بالألف. ينظر: أدب الكاتب (ص ١٩٤) بواسطة: تحقيق مسند الطيالسي (٤: ٤٥٠).