الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وأحمد الله تعالى في الختام على التمام، وأساله التوفيق والسداد والإخلاص في جميع الأقوال والأعمال، وأود أن ألخص خاتمة هذا البحث في جانبين:
الجانب الأول: النتائج، وتتلخص فيما يأتي:
* أهمية الرجوع للسنة النبوية في تفسير القرآن الكريم، ولا خلاف أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو المفسرُ الأول، والمرجعُ المقدم في بيان معاني كلام الله تعالى، وذلك لأنه مؤيدٌ بالوحي، وهو أعلمُ الناس بربه {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى (٤)} [النجم: ٣ - ٤]. وقد بين الله تعالى أن مهمةَ الرسول الكريم: بيانُ هذا الذكر الحكيم، فقال جل وعلا: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (٤٤)} [النحل: ٤٤].
* فسَّر النبي -صلى الله عليه وسلم- كلَّ ما تحتاج الأمة إلى بيانه من كتاب الله تعالى. وما مات -صلى الله عليه وسلم- حتى أكمل الله به الدين، وأتم به النعمة، {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا (٣)} [المائدة: ٣]، وحتى بلَّغ الرسالة حق البلاغ امتثالا لأمر ربه تعالى: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (٦٧)} [المائدة: ٦٧]، وبلاغه إياه يتضمن بلاغ ألفاظه، وبلاغ معانيه ببيان ما تحتاج الأمة إليه من ذلك.
* خلصت إلى أن التفسير النبوي: ما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من قول أو فعل أو تقرير في بيان معاني القرآن. وهذا البيان له أنواع وصور سبق تفصيلها بأمثلتها في الفصل الأول من الدراسة.
* يجب الحذر والتوقي من القول في معاني القرآن بغير علم، وهذا منهج سلفي قديم. وأما تفسير القرآن بالرأي؛ فمنه محمود، ومنه مذموم، وسبق شرح ذلك في الفصل الثاني من الدراسة.