وخالفهم: جعفر بن أبي المغيرة، فرواه موصولا، كما رواه مرسلا من بعض الوجوه، مما يدل على اضطرابه فيه، ومخالفته الأكثر والأحفظ، وقد سبق ذكر قول ابن منده فيه: ليس بالقوي في سعيد بن جبير.
فالراجح في الحديث: الإرسال، فيبقى على ضعفه، والله أعلم.
[الشواهد]
يشهد للحديث -فيما وقفت عليه- ما يلي:
١ - عن عمرو بن الجموح -رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: قال الله عز وجل: (إن أوليائي من عبادي وأحبائي من خلقي؛ الذين يذكرون بذكري، وأذكر بذكرهم).
أخرجه أحمد ٣: ٤٣٠، وابن أبي الدنيا في (كتاب الأولياء) رقم (١٩)، وأبو نعيم في (الحلية) ١: ٦ من طريق رشدين بن سعد، عن عبد الله بن الوليد التجيبي، عن أبي منصور مولى الأنصار أنه سمع عمرو بن الجموح -رضي الله عنه-.
وهذا إسناد ضعيف، فيه أربع علل:
١ - رشدين بن سعد، ضعيف، كما في التقريب ص ٢٠٩.
٢ - عبد الله بن الوليد التجيبي المصري، لين الحديث، كما في التقريب ص ٣٢٨.
٣ - أبو منصور مولى الأنصار، قاضي إفريقية، ذكره البخاري في الكنى الملحق بآخر (التاريخ الكبير) ص ٧١، وابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) ٩: ٤٤١، وابن حجر في (تعجيل المنفعة) ٢: ٥٤٧، ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكروا عنه راويا سوى عبد الله بن الوليد، فهو مجهول.
٤ - الانقطاع بين أبي منصور، وعمرو بن الجموح -رضي الله عنه- وأشار إلى ذلك البخاري، وابن حجر، في الموضعين المذكورين آنفا.