للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لكن لا يلزم منه أن يكون غير الصريح خارجا عن دائرة البيان النبوي للقرآن، بل نجد أن فيما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ما يفيد في تفسير الآية، وبيان معناها، وصيغته غير صريحة، فهل يسوغ إخراجه من حيز البيان النبوي؟.

وبعد التأمل ظهر لي أن يقال في تعريف التفسير النبوي (١):

"ما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من قول أو فعل أو تقرير في بيان معاني القرآن".

والأمثلة على القول كثيرة، ومنها: ما جاء عن عدي بن حاتم -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن المغضوب عليهم: اليهود، والضالين: النصارى) (٢).

وأما الفعل؛ فمن أمثلته:

١ - جاء في سياق حديث جابر -رضي الله عنه- الطويل في صفة الحج: (.. حتى إذا أتينا البيت معه -صلى الله عليه وسلم- استلم الركن فرمل ثلاثا ومشى أربعا، ثم نفذ إلى مقام إبراهيم -عليه السلام-، فقرأ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: ١٢٥]، فجعل المقام بينه وبين البيت .. كان يقرأ في الركعتن قل هو الله أحد، وقل يا أيها الكافرون) (٣).


(١) ومثله التفسبر بالسنة، وقد فرَّق د. مساعد الطيار بين (التفسير بالسنة) و (التفسير النبوي) في المرجع السابق، وذكر أن التفسير النبوي يلحظ فيه إضافته إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقيده بالصريح، وأخرج منه التقرير النبوي -كما سبق-.
وما ذكره له حظ من النظر، ولكن الأظهر -فيما أرى- عدم التفريق لأن السنة عبارة عما أضيف إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- من قول أو فعل أو تقرير، فالإضافة هنا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولهذا يقال: السنة النبوية، وحينما نقول: التفسير بالسنة؛ فالمراد بها -كما هو معلوم- السنة النبوية، فآل الأمر في التعبيرين- التفسير بالسنة، والتفسير النبوي- إلى إضافته إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فكل ما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من قول أو فعل أو تقرير يفيد في تفسير القرآن وبيان معناه؛ فهو تفسير نبوي، وتفسير بالسنة النبوية، والله أعلم.
(٢) هو الحديث الأول من أحاديث الكتاب.
(٣) أخرجه مسلم رقم (١٢١٨) في الحج: باب حجة النبي -صلى الله عليه وسلم-. وهو جزء من حديث جابر -رضي الله عنه- الطويل في صفة حجه -صلى الله عليه وسلم-.

<<  <  ج: ص:  >  >>