قال البيهقي في (الخلافيات) ٢: ٤٨٠: "هذا مرسل، لم يسمعه عبد الرحمن بن جبير من عمرو بن العاص -رضي الله عنه-". ومع ذلك فقد قال ابن حجر في (الفتح) ١: ٥٤١: "إسناده قوي". وأخرجه أبو داود رقم (٣٣٥) في الموضع السابق، وابن المنذر في (الأوسط) ٢: ٢٧ رقم (٥٢٨)، والدارقطني ١: ١٧٩ في التيمم رقم (١٣)، -ومن طريقه: ابن حجر في (تغليق التعليق) ٢: ١٨٨ - والحاكم ١: ١٧٧، والبيهقي في (السنن الكبرى) ١: ٢٢٦ وفي (الخلافيات) ٢: ٤٨٠ رقم (٨٢٥) من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن عِمران بن أَبي أَنَس، عن عبد الرحمن بن جُبير، عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص، أن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- .. فذكره، وفيه: أنه غسل مغابنه، وتوضأ وضوءه للصلاة. والحديث من هذا الوجه؛ صححه ابن حبان، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، وأقره الذهبي. وتكلم عليه الزيلعي في (نصب الراية) ١: ١٥٦ ثم قال في آخر بحثه: "والحاصل أن الحديث حسن أو صحيح". وللحديث طرق أخرى، ووقع فيه اختلاف. ينظر: تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي ١: ٣٠٨ - ٣١٠. والحديث علقه البخاري -في كتاب التيمم: باب إذا خاف الجنب على نفسه المرض أو الموت أو خاف العطش تيمم- فقال: "ويذكر أن عمرو بن العاص أجنب في ليلة باردة، فتيمم، وتلا: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}، فذكر للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فلم يعنف". قال البيهقي في (السنن الكبرى) ١: ٢٢٦: "يحتمل أن يكون قد فعل ما نقل في الروايتين جميعا، غسل ما قدر على غسله، وتيمم للباقي". وقال النووي في (المجموع) ٢: ٢٨٣: "وهذا الذي قاله البيهقي متعين". وقوَّى ابن القيم -في (زاد المعاد) ٣: ٣٨٨ - الرواية الثانية على الأولى التي ذكر فيها التيمم.