للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(ب) عن أي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم. واشتكت النار إلى رجمها فقالت: يا رب؛ أكل بعضي بعضا، فأذن لها بنفسين؛ نفس في الشتاء، ونفس في الصيف، فهو أشد ما تجدون من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير) (١).

(جـ) عن أي هريرة -رضي الله عنه- قال: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ سمع وجبة، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تدرون ما هذا؟) قال: قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: (هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفا فهو يهوي في النار الآن حتى انتهى إلى قعرها) (٢).

ونحوها من الأحاديث الواردة في صفة النار، وشدة حرارتها، والتخويف منها.

مثال آخر: عند قوله تعالى: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ} [الأحزاب: ٥]، يذكر ما يقرر هذا الموضوع ويبينه من الأحاديث، ومن ذلك: ما جاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا ترغبوا عن آبائكم، فمن رغب عن أبيه فهو كفر) (٣).

ومثال ثالث: عند قوله تعالى: {أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ} [التوبة: ٣٨]، يذكر ما ورد من الأحاديث في حقارة الدنيا، والتزهيد فيها، والترغيب في الآخرة، وأن نسبة الدنيا إلى الآخرة كنسبة ما يعلق بالإصبع إذا غُمِسَ في البحرِ إلى البحرِ كلِّه. وقد ورد في هذا المعنى أحاديثُ كثيرة.


(١) أخرجه البخاري رقم (٥٣٧) في مواقبت الصلاة باب الإبراد بالظهر في شدة الحر، ومسلم رقم (٦١٧) في المساجد ومواضع الصلاة باب استحباب الإبراد بالظهر في شدة الحر، واللفظ للبخاري.
(٢) أخرجه مسلم رقم (٢٨٤٤) في الجنة وصفة نعيمها: باب في شدة حر نار جهنم وبعد قعرها.
(٣) أخرجه البخاري رقم (٦٧٦٨) في الفرائض: باب من ادعى الى غير أبيه، ومسلم رقم (٦٢) في الإيمان: باب بيان حال إيمان من رغب عن أبيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>