للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الملائكة عند ربها) فقلنا: يا رسول الله، وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: (يتمون الصفوف الأول، ويتراصون في الصف) (١).

فهذا الحديث يفيد في فهم معنى لفظة (عزين) الواردة في قوله تعالى: {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (٣٦) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ} [المعارج: ٣٦، ٣٧].

٢ - عن فاطمة بنت أبما حبيش -رضي الله عنه- أنها أتت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فشكت إليه الدم، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنما ذلك عرقٌ، فانظري، إذا أتاك قرؤك فلا تصلي، فإذا مرَّ القرء فتطهري، ئم صلي ما بين القرء إلى القرء) (٢).

فهذا الحديث يفيد في بيان معنى القرء في اللغة، وأنه الحيض (٣)، ولا يمنع أن يكون للقرء معنى آخر في اللغة، ولذا اختلف الصحابة -رضي الله عنهم- وهم العرب الفصحاء- في


(١) أخرجه مسلم رقم (٤٣٠) في الصلاة: باب الأمر بالسكون في الصلاة. وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (خيل شمس) هو بإسكان الميم وضمها، وهي التي لا تستقر بل تضطرب وتتحرك بأذنابها وأرجلها. ينظر: شرح النووي ٤: ١٥٢.
(٢) أخرجه أحمد ٦: ٤٢٠، ٤٦٣، وأبو داود رقم (٢٨٠) في الطهارة: باب في المرأة تستحاض، والنسائي في الصغرى رقم (٢١١) في الطهارة: باب ذكر الأقراء، وفي (الكبرى) ١: ١٥٨ رقم (٢١٤)، وابن ماجه (٦٢٠) في الطهارة: باب ما جاء في المستحاضة والطحاوي في (شرح مشكل الآثار) ٧: ١٦٠، والببهقي في (السنن الكبرى) ١: ٣٣١، وغيرهم، من طريق الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن بكير بن عبد الله، عن المنذر بن المغيرة، عن عروة، أن فاطمة بنت أبي حبيش. فذكرته.
والحديث جاء من غير هذا الطريق، ووقع فيه اختلاف، كما اختلف في الخبر أهو من مسند فاطمة بنت أبي حبيش، أم سمعه عروة من عائشة في قصتها، وتحقيق القول في خبر استحاضة فاطمة يطول جدا، والمقصود هنا ذكر المثال.
وقد صحح الحديث جماعة من المتأخرين، منهم الشيخ الألباني -رحمه الله- في تعليقه على سنن ابن ماجه ص ١٢٠.
(٣) قال النسائي في (المجتبى) ١: ١٢١ - عقب رواية الحديث-: "هذا الدليل على أن الأقراء حيض".

<<  <  ج: ص:  >  >>