وأخرج البخاري في صحيحه (٢٦٨٤) في الشهادات: باب من أمر بإنجاز الوعد، بسنده إلى سعيد بن جبير، قال: سألني يهودي من أهل الحيرة؛ أي الأجلين قضى موسى؟ قلت: لا أدري حتى أقدم على حبر العرب فأسأله، فقدمت، فسألت ابن عباس، فقال: (قضى أكثرهما وأطيبهما "يعني الأجلي الذين قضاهما موسى -عليه السلام-"، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قال فعل).
قال ابن حجر في الفتح ٥: ٣٤٣: "وهو في حكم المرفوع، لأن ابن عباس كان لا يعتمد على أهل الكتاب".
قلت: ويدل عليه ما أخرجه البخاري في صحيحه أيضا (٢٦٨٥) في الشهادات: باب لا يسأل أهل الشرك عن الشهادة وغيرها، بسنده إلى ابن عباس -رضي الله عنه- قال:(يا معشر المسلمين، كيف تسألون أهل الكتاب، وكتابكم الذي أنزل على نبيه -صلى الله عليه وسلم- أحدث الأخبار بالله، تقرءونه لم يشب؟! وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب بدلوا ما كتب الله، وغيروا بأيديهم الكتاب، فقالوا: هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا، أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مساءلتهم، ولا والله ما رأينا منهم رجلا قط يسألكم عن الذي أنزل عليكم).