والظاهر أنه تصحيف أو وهم، والصواب: عبد الرحمن بن يحيى، ثنا الوليد، عن يحيى ابن إسماعيل بن عبيد الله، عن أبيه، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء -رضي الله عنه-، مرفوعا.
والدليل على ذلك، ما يأتي:
١ - أنه لا يعرف للوليد رواية عن إسماعيل، بل يروي عن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله، ويحيى، معروف بالرواية عن أبيه، كما يعرف ذلك من تراجمهم في (تهذيب الكمال).
٢ - أن هذا الحديث سئل عنه الدارقطني في (العلل) ٦: ٢٢٩، فقال:"يرويه يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
حدث به (أبو) روح الوزير بن صبيح، عنه.
وتابعه: عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله المخزومي، فرواه عن الوليد بن مسلم، عن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله، عن أبيه، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- مرفوعا، أيضا".
وأخرجه عن الدارقطني: ابنُ الجوزي في (العلل المتناهية) ١: ٢٨ رقم (٢٤).
٣ - أن هذا الحديث علقه البخاري في صحيحه ٨: ٤٨٧ في التفسير: سورة الرحمن، بصيغة الجزم إلى أبي الدرداء -رضي الله عنه- موقوفا.
فقال ابن حجر في (فتح الباري) ٨: ٤٩٠: "وصله المصنف في التاريخ، وابن حبان في الصحيح، وابن ماجه، وابن أبي عاصم، والطبراني، عن أبي الدرداء -رضي الله عنه-، مرفوعا".
وهذا الوجه إن كان كما ذكره الدارقطني، وابن الجوزي؛ ففيه عنعنة الوليد بن مسلم، وهو ثقة، كثير التدليس والتسوية. ينظر: التقريب ص ٥٨٤.
فتحصل مما سبق أن الحديث يروى على خمسة أوجه:
١ - عن الوزير بن صبيح، حدثنا يونس بن ميسرة، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. وهو الحديث الأصل.