للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(استشكل قول الشافعي جدًا لأنه كان فد انعقد في نفسه شبهة) (١) أهل البدع في الإيمان من الخوارج والمعتزلة والجهمية والكرامية وسائر المرجئة وهو أن الشيء المركب إذا زال بعض أجزائه لزم زواله كله".

قال شيخ الإسلام: "لكن الرازي لم يذكر إلا ظاهر شبهتهم".

وأجاب شيخ الإسلام -قدس اللَّه روحه-: بأنه يسلم له أن الهيئة الاجتماعية لم تبق مجتمعه كما كانت لكن لا يلزم من زوال بعضها زوال سائر أجزائها" (٢).

-يعني كبدن الإنسان إذا ذهب منه أصبع أو يد أو رجل ونحو ذلك لم يخرج عن كونه إنسانًا بالاتفاق، وإنما يقال له إنسان ناقص- (٣).

والشافعي كسائر السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان والأئمة المقتدى بهم يقولون: إن الذنب يقدح في كمال الإيمان، ولهذا نفى الشارع الإيمان عن هؤلاء كالزاني والسارق وشارب الحمر ونحوهم، فإن ذلك المجموع الذي هو الإيمان الكامل لم يبق مجموعًا مع الذنوب لكن يقولون: بقى (٤) بعضه إما أصله، وإما أكثره وإما غير ذلك فيعود الكلام إلى أنه يذهب بعضه ويبقى بعضه.


= الموضع واستدل له ببعض الآيات. لكنه عاد في موضع آخر (ص ١٤٥ - ١٤٦) فاستشكل ذلك كما أشار شيخ الإسلام.
(١) جاءت هذه العبارة التي بين القوسين في النسختين كذا: (استكمل الرازي قول الشافعي جدا ورد شبهة أهل البدع في الإيمان. . .). وما أثبت من كتاب الإيمان لابن تيمية (ص ٣٨٦) ومنه ينقل المؤلف ومن لوامع الأنوار للمؤلف أيضًا (١/ ٤١٧) وهو الصحيح.
(٢) انظر: الإيمان (ص ٣٨٦).
(٣) هذا التوضيح من كلام الشارح والكلام بعده لشيخ الإسلام.
(٤) في "ظ": نفي.

<<  <  ج: ص:  >  >>