للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على عطاء بن أبي رباح (١) في نفر من أصحابي وهو يقرأ: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} [يوسف: ١١٠] (٢).

قلت: إن لنا حاجة فأخل لنا ففعل (فأخبرته) بالإرجاء وأن ناسًا أتوا به وأن الصلاة والزكاة ليستا من الدين، قال أوليس اللَّه يقول: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: ٥] فالصلاة والزكاة من الدين، وذكر من أقوالهم وزعموا أنهم انتحلوك فتبرأ منهم. . . .

وكذلك نافع (٣) تبرأ منهم، وكذلك الزهري (٤)، فقال (٥) سبحان اللَّه قد أخذ الناس في هذه الخصومات، قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن" (٦).


(١) عطاء بن أبي رباح بفتح الراء والموحدة واسم أبي رباح أسلم القرشي مولاهم المكي ثقة فقيه فاضل، مات سنة أربع عشرة ومائة على المشهور. تقريب (ص ٢٣٩).
(٢) جاء في السنة لعبد اللَّه بن أحمد والإبانة لابن بطة بعد ذكر الآية: (مخففة).
(٣) نافع أبو عبد اللَّه المدني مولى ابن عمر ثقة ثبت فقيه مشهور، مات سنة سبع عشر ومائة. تقريب (ص ٣٥٥).
(٤) الزهري: تقدم (١/ ١٥٦).
(٥) اختصر المؤلف رحمه اللَّه الخبر وفيه شيء من عدم الوضوح وبيانه كما في مصادر تخريجه: قال معقل فرأيت الزهري فأخبرته بقولهم فقال سبحان اللَّه.
(٦) الحديث رواه البخاري (٥/ ١٤٣) رقم (٢٤٧٥) في المظالم باب النهي بغير إذن صاحبه؛ ومسلم رقم (٥٧) في الإيمان، باب بيان نقصان الإيمان بالمعاصي ونفيه عن المتلبس بالمعصية، من حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-.
ورواه البخاري أيضا من حديث ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-.
انظر: جامع الأصول (١١/ ٧١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>