للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجميع تبرأوا منهم وقالوا: "ليس إيمان من أطاع اللَّه تعالى كإيمان من عصاه" (١).

قال شيخ الإسلام (روح اللَّه روحه) (٢): "المرجئة كلهم يقولون: الصلاة والزكاة ليستا من الإيمان وأما من الحدين فحكي عن بعضهم أنه يقول: ليستا من الدين ولا نفرق بين الإيمان والدين".

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وهذا المعروف من أقوالهم (٣) ولم أر في كتاب أحد منهم أنه قال إن الأعمال ليست من الدين بل يقولون: ليست من الإيمان".

(وكذلك) (٤) حكى أبو عبيد (٥) عمن ناظره منهم فإن أبا عبيد وغيره يحتجون بأن الأعمال من الدين فذكر قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: ٣]. أنها نزلت في حجة الوداع فأخبر تعالى أنه أكمل الدين في آخر الإسلام في حجة


(١) الأثر أخرجه بطوله الإمام أحمد رواه عنه ابنه عبد اللَّه في السنة رقم (٨٣١)؛ ومن طريقه ابن بطة في الإبانة الكبرى رقم (١١٠١)؛ واللآلكائي في شرح السنة رقم (١٧٣٢)؛ وابن تيمية في الإيمان (ص ١٩٢ - ١٩٤) وقد ذكره المؤلف هنا وفي اللوامع (١/ ٤٢٣) باختصار.
(٢) ما بين القوسين من الأصل وفي "ظ" ابن تيمية.
(٣) أي أن الأعمال ليست من الإيمان، وقد اختصر الشارح -رحمه اللَّه- كلام شيخ الإسلام فإنه قال: فقد حكى عن بعضهم أنه يقول: ليستا من الدين ولا نفرق في الإيمان والدين، ومنهم من يقول: بل هما من الدين ويفرق بين اسم الإيمان واسم الدين وهذا هو المعروف من أقوالهم. . . " انتهى.
انظر: الإيمان لابن تيمية (ص ١٩٥).
(٤) في الأصل وفي "ظ": فكذلك والمثبت من كتاب الإيمان لابن تيمية (ص ١٩٥) وهو الصحيح.
(٥) أبو عبيد القاسم بن سلام: سبقت ترجمته (١/ ٢١٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>