للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الخطابي في قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "نضر اللَّه امرءًا" بتشديد الضاد المعجمة وتخفيفها (١).

ورواه الإمام أحمد (٢)؛ وابن ماجة (٣)؛ والطبراني (٤) من حديث جبير بن مطعم قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قول -بالخيف- خيف منى-: "نضر اللَّه عبدًا سمع مقالتي فحفظها ووعاها وبلغها من لم يسمعها، فرب حامل فقه لا فقه له، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل (٥) عليهن قلب مؤمن: إخلاص العمل للَّه والنصيحة لأئمة المسلمين ولزوم جماعتهم فإن دعوتهم تحفظ من ورائهم".

وفي لفظ رواية الطبراني: "تحيط" (٦) بياء بعد الحاء وأحد إسنادي الإمام


(١) معالم السنن للخطابي (٥/ ٢٥٣) قال: وأجودها: التخفيف قلت: وانظر ما يتعلق بهذا الحديث رواية ودراية كتاب الشيخ عبد المحسن العباد: "دراسة حديث نضر اللَّه امرءًا سمع مقالتي. . . " رواية ودراية.
(٢) في المسند (٤/ ٨٠، ٨٢).
(٣) في سننه رقم (٢٣١).
(٤) في المعجم الكبير (٢/ ١٣٠ - ١٣١) من عدة طرق.
(٥) يغل: بكسر الغين مع ضم الياء ومع فتحها فعلى الضم هو من الإغلال وهو الخيانة وعلى الفتح من الغل وهو الحقد.
ومعنى هذه الجملة قال فيه التوربشتي: إن المؤمن لا يخون في هذه الثلاثة الأشياء ولا يدخله ضغن يزيله عن الحق حتى يفعل شيئًا من ذلك.
وقال الزمخشري: إن هذه الخلال بستصلح بها القلوب فمن تمسك بها طهر قلبه من الغل والفساد.
راجع: دراسة حديث "نضر اللَّه امرءًا" (ص ١٩٢).
(٦) وهي الرواية المشهورة ولعل تحفظ تصحيف.
ومعناه: أن دعوتهم عامة تشمل من وراءهم من المسلمين.
قال ذلك الشيخ محمد خليل هراس في تعليقه على الترغيب (١/ ١١٧ - ١١٨). =

<<  <  ج: ص:  >  >>