للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جَاتَ الإبِلُ رَسَلًا، أَيْ: مُتَتَابِعَةً، قَالَ الأَعْشَى (٥٣):

يَسْقِى رِيَاضًا لَهَا (٥٤) قَدْ أصْبَحَتْ غَرَضًا (٥٥) ... زَوْرًا (٥٦) تَجَانَفَ عَنْهَا الْقَوُدُ وَالرَّسَلُ

وَالْقَوْدُ: الْخَيْلُ. والرَّسَلُ: الإبِل الْمُتَتَابِعَة (٥٧).

قَوْلُهُ: "حَىَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَىَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَىَّ: كَلِمَةٌ مَعْنَاهَا: هَلُمَّ، أَيْ: تَعَالَوْا إلَيْهَا، وَأَقْبِلُوا عَلَيْهَا (٥٨). وَعَلَى، هَا هُنَا: بِمَعْنَى إلَى، أَيْ: هَلُمَّ إلَى الصَّلَاةِ.

وَفِي الْحَدِيثِ: "إذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ فَحَىَّ هَلًا بِعُمَرَ" (٥٩) رَضِىَ الله عَنْهُ (٦٠). وَحَىَّ: كَلِمَةٌ عَلَى حِدَةٍ، وَمَعْنَاهَاْ: هَلُمَّ، وَهَلًا: حَثِيثًا (٦١)، فَجُعِلَا كَلِمَةً وَاحِدَةً، وَمَعْنَاهُ: إذَا ذُكِرُوا: فَهَاتِ وَعَجِّلْ بِعُمَرَ. وَذَكَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (٦٢) فِيهَا لُغاتٍ: حَيَّهَلَ بِفَتْحِ اللَّامِ، وَحَيَّهَلَا، بِألِفٍ مَزيدَةٍ، قَالَ (٦٣).

بِحَيَّهَلَا يُزْجُونَ كُلَّ مَطِيَّةٍ ... أمَامَ الْمَطَايَا سَيْرُهَا الْمُتَقَاذِفُ

وَحَيَّهَلًا بِالتَنْوينِ لِلتَّنْكِيرِ، وَحَيَهَلَا بِتَخْفِيفِ الْيَاءِ (٦٤)، وَحَيَّهْلَ بِالتَّشْدِيدِ وَإسْكَانِ الْهَاءِ، وَعُلِّلَ بِاسْتِثْقَال تَوَالِى الْحَرَكَاتِ، وَاسْتَدْرِكَ ذَلِكَ، وَقِيلَ: الصَّوَابُ: حَيَهْلَ بِتَخْفِيفِ الْيَاءِ وَسُكُونِ الْهَاءِ، وَأنَّ هَذَا التَّعْلِيلَ إنَّمَا يَصِحُّ فِيهِ لَا فِي الْمُشَدَّدِ، وَتَلْحَقُهُ (٦٥) كَافُ الْخِطَاب، فَيُقَالُ: حَيَّهَلَكَ الثَّرِيدُ. وَسَمِعَ أَبُو مَهْدِيَّةَ الأعْرَابِىُّ رَجُلًا يَقْولُ لِصَاحِبهِ "زُود"، فَسَأَلَ عَنْهُ فَتُرْجِمَ بِـ"عَجِّلْ" (٦٦) فَقَالَ (٦٦): أفَلَا [يَقُولُ] (٦٧) حَيَّهَلَكَ (٦٨) وَيُقَالُ: "فَحَىَّ بُعُمَرَ".

قَوْلُهُ: "الحَيْعَلة" (٦٩) حِكَايَةُ قَوْلِهِ: حَىَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَىَّ عَلَى الْفَلَاحِ (٧٠)، قَالَ الشَّاعِرُ (٧١):

ألَّا رُبَّ طَيفٍ مِنْكِ (٧٢) بَاتَ مُعَانِقِى ... إلَى أن دَعَا دَاعِى (٧٣) الفلَاحِ فَحَيْعَلَا

وَنَظِيُرُهَا فِي الْكَلَامِ الْبَسْمَلَةُ وَالْحَوْلَقَةُ، وَيُقَالُ: الْحَوْلَقَةُ: إذَا قَالَ: بِسْمِ اللهِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ وَكَذَلِكَ (٧٤) بَسْمَلَ، وَحَوْقَلَ (٧٥): إذَا قَالَ ذَلِكَ، قَالَ الشَّاعِرُ (٧٦):

لَقَدْ بَسْمَلَت لَيْلَى غَدَاةَ لَقِيتُها ... فَيَاحَبَّذَا (٧٧) ذَاك الْحَبيبُ (٧٨) الْمُبَسْمِلُ


(٥٣) ديوانه ١٠٩ وروايته: يَسْقِى دِيَارا لَهَا قَدْ أّصْبَحَتْ عُزُبًا ... . . . . . . . . . . . .
(٥٤) خ: ديارًا لنا. كما في الزاهر ١/ ١٢٧.
(٥٥) خ عزبا كا في الديوان.
(٥٦) خ: مما تجانف. والزاهر: زوراء أجنف.
(٥٧) الزاهر ١/ ١٢٧ واللسان (رسل ١٦٤٣).
(٥٨) الزاهر ١/ ١٣٠.
(٥٩) في الزاهر: وفي حديث ابن مسعود. وانظر الحديث في الفائق ١/ ٣٤٢، والنهاية ١/ ٤٧٢ وغريب ابن الجوزى ١/ ٢٥٨.
(٦٠) رضى الله عنه ليس في خ.
(٦١) في تهذيب اللغة ٥/ ٢٨٢: حى: حث ودعاء، وحى هلا: أعجل. وقال الخطابى: حى هلا: كلمة حث واستعجال غريب الحديث ١/ ٤٣٨ وكذا في النهاية ١/ ٤٧٢ واللسان (حى ١٠٨٢).
(٦٢) الفائق ١/ ٣٤٢.
(٦٣) النابغة الجعدى ملحق ديوانه ٢٤٧ وفى اللسان (حيى) لمزاحم. وفي (قذف) للنابغة الجعدى وفي التهذيب من غير نسبة، وفي الكتاب ٣/ ٣٠٠ للنابغة الجعدى، وكذلك في الخزانة ٨/ ٢٦٩ وقال ابن المستوفى: إنَّه لمزاحم العقيلى.
(٦٤) ع: اللام والمثبت من خ والفائق.
(٦٥) خ: ويلحق والمثبت من ع والفائق.
(٦٦) ساقط من خ.
(٦٧) تكملة من التهذيب واللسان والفائق.
(٦٨) المعرب ٩، ١٧٦ وتهذيب اللغة ٥/ ٢٨٣ واللسان (حيى ١٠٨٢).
(٦٩) في المهذب ١/ ٥٦: فإن كان في أذان الصبح زاد فيه التثويب، وهو أن يقول بعد الحيعلة: الصلاة خير من النوم مرتين.
(٧٠) الزاهر ١/ ١٠٤ والعين ١/ ٦٨ وتهذيب اللغة ١/ ٥٥ والفاخر ٣٣ إصلاح المنطق ٣٠٣ والمقاييس ١/ ٣٢٨.
(٧١) منك ساقط من خ. ومن غير نسبة في الحين والزاهر والصحاح (عنق).
(٧٢) ع: الصباح والمثبت من خ والحين وفي الزاهر: الصلاة.
(٧٣) رواية العين: بات منك. داعى الفلاح.
(٧٤) ع: وكذا.
(٧٥) خ: وحولق.
(٧٦) عمر بن أبي ربيعة ديوانه ١٧٧.
(٧٧) خ: ألا.
(٧٨): الحديث: تحريف.