كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب

ومن كتاب البيوع - من باب الربا - ج: 1 - ص: 243

مِن النِّسَاءِ، وَتُجْمَعُ عَلَى قُلُصٍ وَقَلَائِصَ. وَقِلَاصٌ: جَمْعُ الْجَمْعِ (٢٨). الرَّبَذَةُ (٢٩) - بِالتَّحْرِيكِ: مَسْكَنُ أَبِى ذرٍّ، رَضىَ اللهُ عَنْهُ، عَلَى أَمْيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ (٣٠). وَالْبَعِيرُ مِنَ الِإبِلِ بِمَنْزِلَةِ الِإنْسَانِ، يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالأنْثَى ..

قَوْلُهُ (٣١): "الْكَالىءِ بِالْكَالىءِ" هُوَ النَّسِيئَةُ بِالنَّسِيئَةِ (٣٢)، وَهُوَ أَنْ يَشْتَرِىَ الرَّجُلُ شَيْئًا بِثَمَنٍ مُؤَجَّلٍ، فَإِذَا حَلَّ الأجَلُ لَمْ يَجِدْ مَا يَقْضى (بِهِ) (٣٣) فَيَقُولُ: بِعْهُ مِنِّى إِلَى أَجَلٍ بِزِيَادَةِ شَىْءٍ، فيَبِيعُهُ مِنْهُ غيْرَ مَقْبُوضٍ. . . هَكَذَا (٣٤) ذَكَرَهُ الْهَرَوِىُّ (٣٥)، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَشْتَرِىَ مِنْهُ شَيْئًا مَوْصُوفًا فى الدِّمَّةِ، يُسْلِمُهُ إِلَى أَجَلِ بثَمَنِ مُؤَجَّلٍ، يُقَالُ: كَلَأَ الدَّيْنُ كُلُوءً (٣٦) فَهُوَ كَالِىءٌ: إِذَا تَأَخَّرَ، وَمِنْهُ: بَلَغَ اللهُ بِكَ أَكْلَأَ الْعُمُرِ (٣٧)، أَىْ: أَطْوَلَهُ، وَأَنْشَدَ ابْنُ الأعْرَابِىِّ (٣٨):

تَعَفَّفْتُ عَنْهَا فِى السِّنِينِ الَّتِى خَلَتْ ... فَكَيَفَ التَّسَاقِى بَعْدَ مَا كَلَأَ الْعُمْرُ

وَالنَّسَاءُ وَالنَّسِيئَةُ بِالْمَدِّ: هُوَ التَّأَخِيرُ، وَمِثْلُهُ النُّسْأَةُ (٣٩) بِالضَّمِّ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ (٤٠): "أَنْسَأَ اللهُ فِى أَجَلِهِ. أَىْ: أَخَّرَهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} (٤١).

قَوْلُهُ: "يَدًا بِيَدٍ" (٤٢) لَهُ تَأْوِيلَانِ، أَحَدُهُمَا: أَنْ يُعْطِيَهُ الْبَائِعُ الْمَبِيعَ بِيَدٍ، وَيَتَنَاوَلَ الثَّمَنَ بِالْيَدِ الْأَخْرَى؛ وَالثَّانِى: أَنْ يَقْبِضَهُ فِى الْمَجْلِسِ قَبْلَ التَّفَرُّقِ.

قَوْلُهُ: "كَالتَّمْرِ الْبَرْى: التَّمْرِ الْمَعْقِلِىِّ " (٤٣) الْبَرْنِىِّ: مَنْسُوبٌ إِلَى مَوْضِع بِالْبَحْرَيْنِ، يُسَمَّى بَرْن (٤٤). وَقِيلَ: إِنَّهُ فَارِسىٌّ مُعَرَّبٌ (٤٥)، وَالْمَعْقِلِىُّ: مَنْسُوبٌ إِلَى مَعْقِلِ بْنِ يَسَارَ مِنَ الصَّحَابَةِ، رَضىَ اللهُ عَنْهُ (٤٦). وَنَهْرُ مَعْمِل بِالْبَصْرَةِ مَعْرُوفٌ (٤٧). وَالتَّمْرُ الْهنْدِىُّ: مَعْرُوفٌ تُسَمِّيهِ عَامَّةُ الْيَمَنِ: جُمَرَ (٤٨).

قَوْلُهُ (٤٩): "تِبْرُهُ وَعَيْنُهُ" قَالَ الْهَرَوِىُّ (٥٠): يُقَالُ لِلْقِطْعَةِ مِنْهَا: تِبْرَةٌ مَا لَمْ يُطْبَعْ، فَإِذَا طُبعَ: سُمِّىَ عَيْنًا، مِنْ عَيْنِ الشَّىْءِ، وَقَالَ الْجَوْهَرِىُّ (٥١): التِّبْرُ: مَا كَانَ مِنَ الذَّهَبِ غَيْرَ مَضْرُوبٍ، فَإِذَا ضُرِبَ فَهُوَ عَيْنٌ، وَلَا يُقَالُ تِبْرٌ إِلَّا لِلذَّهَبِ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُهُ لِلْفِضَّةِ أَيْضًا. قَالَ الأزْهَرِىُّ (٥٢): التِّبْرُ: كُسَارَةُ الذَّهَب وَالْفِضَّةِ مِمَّا

---

(٢٨) الصحاح (قلص) وانظر المصباح (قلص).
(٢٩) فى المهذب ١/ ٢٧١: اشترى ابن عمر (ر) راحلة بأربع رواحل ورواحله بالربذة.
(٣٠) وهى التى جعلها عمر (ر) حمى لإبل الصدقة. انظر معجم ما استعجم ٦٣٣ - ٦٣٧.
(٣١) فى المهذب ١/ ٢٧١: روى ابن عمر (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بيع الكالىء بالكالىء. قال أبو عبيدة هو النسيئة بالنسيئة.
(٣٢) غريب الحديث ١/ ٢٠، ٢١.
(٣٣) به من ع.
(٣٤) ع: كذا.
(٣٥) فى الغريبين ٣/ ١١٠ وانظر تهذيب اللغة ١٠/ ٣٦٠ والنهاية ١/ ١٩٤، ٥/ ٤٥٤ والفائق ٣/ ٢٧٣ وإصلاح المنطق ١٥٥.
(٣٦) أفعال السرقسطى ٢/ ١٥٩ والمصباح (كلأ).
(٣٧) العين ٥/ ٤٠٨ وغريب الحديث ١/ ٢٠ والفائق ٣/ ٢٧٣ والصحاح (كلأ).
(٣٨) ذكره فى الفائق ٣/ ٢٧٣ من غير نسبة برواية التَّسَاقِى. وكذا فى الأساس (كلأ) برواية (النصالى) و (العصور) فيهما. وكذا فى المحكم ٧/ ٦٩ واللسان (كلأ ٣٩١٠) ونسبه القالى فى الأمالى ١/ ١٠٧ لأيمن بن خريم واعترضه البكرى فى التنبيه ٤١ أنه للأقيشر وأن المقطوعة فى ديوانه والمقطوعة فى الخمر سقط منها البيت فى الشعر والشعراء ٥٦٢.
(٣٩) عن الصحاح (نسأ).
(٤٠) سهو فليس بحديث. وقال الخطابى فى غريبه ١/ ٤٠٩ يقال فى الدعاء: أنسأ الله فى أجله. وكذا ذكر أبو عبيد ١/ ٢٠.
(٤١) سورة التوبة آية ٣٧.
(٤٢) فى المهذب ١/ ٢٧٢: قال - صلى الله عليه وسلم - "الذهب بالذهب والفضة بالفضة والتمر بالتمر والبر بالبر والشعير بالشعير والملح بالملح مثلا بمثل يدا بيد".
(٤٣) خ: كالبرنى والمعقلى وفى المهذب ١/ ٢٧٢: وكل شيئين اتفقا فى الاسم الخاص من أصل الخلقة كالتمر البرنى والتمر المعقلى فهما جنس واحد.
(٤٤) معجم ما استعجم ٢٤٦.
(٤٥) معرب: ليس فى ع وقال أبو حنيفة: أصله فارسى إنما هو بارنى فالبار الحمل وفى تعظيم ومبالغة. اللسان (برن ٢٧٠).
(٤٦) ع: عنهم. ومعقل هو الذى حفر نهر معقل بأمر عمر فنسب إليه ترجمته فى الإصابة ٦/ ١٨٤ وأسد الغابة ٥/ ٢٣٢ وطبقات ابن سعد ٧/ ١٤.
(٤٧) معجم ما استعجم ١٢٤٤.
(٤٨) ع: الجمر.
(٤٩) فى المهذب ١/ ٢٧٣: روى عبادة بن الصامت أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "الذهب بالذهب تبره وعينه وزنا بوزن".
(٥٠) فى الغريبين ١/ ٢٤٤.
(٥١) فى الصحاح (تبر).
(٥٢) في شرح ألفاظ المختصر لوحة ٨٤.