للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يُخْرَجُ مِنْ الْمَعَادِنِ كُلِّهَا، مَأْخُوذٌ مِنْ تَبَرْتُ الشَّىْءَ: إِذَا كَسَرْتَهُ؛ أوْ مِنَ التَّبَارِ، وَهُوَ؛ الْهَلَاكُ، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الأوَّلِ. وَالذَّهَبُ مُؤَنَّثَةٌ، يُقَالُ: ذَهَب حَمْرَاءُ، وَرَوَى الْفَرَّاءُ تَذْكيرَهَا (٥٣). ذَكَرَ ذَلِكَ الزَّمَخْشَرِىُّ.

قَوْلُهُ: "مُدِّ عَجْوَةٍ" (٥٤) الْعَجْوَةُ: ضَرْبٌ مِنْ أَجوَدِ التَّمْرِ بِالْمَدِينَةِ، وَنَخْلَتُهَا تُسَمَّى لِينَةً (٥٥).

قَوْلُهُ (٥٦): "خَرَزٌ مُغَلَّفَةٌ" يُرْوَى بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ وَالْقَافِ؛ وَبِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَالْفَاءِ، فَالأَوَّلُ (٥٧) مَعْنَاهُ: لَهَا عُرىً مِنْ ذَهَبٍ تُعَلَّقُ بِهَا. وَالثَّانِى مَعْنَاهُ: مُغْشَّاةٌ، أَىْ: مُغَطَّاةٌ. وَالْغِلَافُ: الْغِطَاءُ.

وَ "الْقُرَاضَةُ" (٥٨) فُعَالَةٌ مِنَ الْقَرْضِ، وَهُوَ: الْقَطع؛ لِأنَّهَا تُقْرَضُ، أَىْ: تُقْطَعُ، كَالنُّخَالَةِ وَالْبُرَايَةِ. قَوْلُهُ: "فِيهَا خَالِصُهُ بِمَشُوبِهِ" (٥٩) الْمَشُوبُ: الْمَخْلُوطُ، وَالشَّوْبُ: الْخَلْطُ، شَابَ الَّلبَنَ بِالْمَاءِ: إِذَا خَلَطَهُ (٦٠).

قَوْلُهُ: "فِيهَا شَعِيرٌ أوْ زُؤَانٌ" بِضَمِّ الزَّاىِ، وَالْهَمْزِ (٦١): نَبَاتٌ يُخَالِطُ الْبُرَّ فى نَبَاتِهِ، لَهُ حَبٌّ دِقَاقٌ فِيهَا طُولٌ، وَلَعَلَّهُ الَّذِى يُسَمَّى بالْيَمَنِ الْخَنْذَرَةَ وَالذَّرِبَ. وَقَالَ الشَّيْخُ أَبُو حَامِدٍ (٦٢): هُوَ حَبٌ أَصْفَرُ حَادُّ الطَّرَفَيْنِ، وَقَالَ ابْنُ الصَّبَّاغِ (٦٣): هُوَ حَبٌّ دَقِيقُ الطَّرَفَيْنِ غَلِيظُ الْوَسَطِ أَسْوَدُ. وَيُقَالُ زُوَان وَزِوَان، بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ.

قَوْلُهُ: "فِيهِ شَمَعٌ" (٦٤) قَالَ الْفَرَّاءُ: الشَّمَعُ: بِالتَّحْرِيكِ، هَذَا كَلَامُ الْعَرَب، وَالْمُوَلَّدُونَ يَقُولُونَ: شَمْعٌ بِالتَّسْكِينِ (٦٥).

قَوْلُهُ: "الْعَرَايَا" هِىَ (٦٦) جَمْعُ عَرِيَّةٍ، وَهِىَ النَّخْلَةُ يُعْرِيهَا (٦٧) صَاحِبُهَا رَجُلًا مُحْتَاجًا، فَيَجْعَلُ لَهُ ثَمَّرَتَهَا عَامَهَا فَيَعْرُوهَا، أَىْ: يَأْتِيهَا، وَهِىَ فَهِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ، يُقَالُ: عَرَاهُ يَعْرُوهُ: إِذَا أَتَاهُ (٦٨) وَقَالَ الْأَزْهَرِىُّ (٦٩): سُمِّيَتْ عَرَايا؛ لِأَنَّهَا عَرِيَتْ مِنْ جُمْلَةِ الْحَائِطِ، وَصَدَقَتُهَا، وَمَا يُخْرَصُ: عَلَى صَاحِبِهَا مِنْ عُشْرِهَا، فَعَرِيَتْ مِنْ جُمْلَةِ ذَلِكَ، أَىْ: أُخْرِجَتْ، فَهِىَ عَرِيَّةٌ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى [فَاعِلَةٍ] (٧٠).

وَإِنَّمَا دَخَلَتْ فِيهَا الْهَاءُ؛ لِأنَّهَا أُفْرِدَتْ فَصَارَتْ فى [عِدَادِ] (٧١) الْأَسْمَاءِ، مِثْلَ النَّطِيحَةِ وَالْأَكيلَةِ، وَلَوْ جِئْتَ بِهَا مَعَ النَّخْلَةِ قُلْتَ: نَخْلَةٌ عَرِىٌّ، قَالَ (٧٢):


(٥٣) المذكر والمؤنث للفراء ٨٣ ولابن الأنبارى أبى بكر ٤٥٥ ولابن التسترى ٧٦.
(٥٤) فى المهذب ١/ ٢٧٣: ما حرم فيه الربا لا يجوز بيع بعضه ببعض ومع أحد العوضين جنس آخر يخالفه فى القيمة كبيع ثوب ودرهم بدرهمين ومد عجوة.
(٥٥) الصحاح (عجو) وشرح ألفاظ المختصر لوحة ٨٤.
(٥٦) فى المهذب ١/ ٢٧٣: أتى رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقلادة فيها خرز مغلفة بذهب.
(٥٧) ع: والأول.
(٥٨) فى المهذب ١/ ٢٧٣: لا يجوز بيع دينار صحيح ودينار قراضة بدينارين صحيحين.
(٥٩) فى المهذب ١/ ٢٧٤: ولا يباع خالصه بمشوبه، كحنطة خالصة بحنطة فيها شعير أو زؤان.
(٦٠) ع: خلط.
(٦١) فيه لغات: ضم الزاى مع الهمز وتركه فيكون وزان غراب وكسر الزاى مع الواو الواحدة زُوانة وزِوانة وأهل الشام يسمونه الشيلم. المصباح (زون) واللسان (زأن ١٨٠١ وزون ١٨٩٣) والصحاح (زون).
(٦٢) فى الوسيط.
(٦٣) فى البيان.
(٦٤) فى المهذب ١/ ٢٧٤: ولا يباع مشوبه بمشوبه كعسل فيه شمع بعسل فيه شمع.
(٦٥) ذكر ذلك ابن السكت فى إصلاح المنطق ٩٧ وتبعه الفارابى فى ديوان الأدب ١/ ١١٧ ثم الجوهرى فى الصحاح، وعنه المصنف هنا. وقد عاد ابن السكيت فذكر الشمْع والشمَع بالتحريك، قال: كالنهر. إصلاح المنطق ١٧٢ وقال ابن سيده: هما لغتان فصيحتان وقد غلط. المحكم ١/ ٢٣٩ ولم يعلق الأزهرى على قول ابن السكيت. وذكر ثعلب أنه كالشعر والنهر. الفصيح ٢٩١ وقدم ابن فارس الإسكان قال: وربما تفتح الميم. المجمل ٢/ ٥١٢ وهذا يؤكد صحته بالإسكان.
(٦٦) هى: ليس فى ع.
(٦٧) ع: يعيرها تحريف.
(٦٨) عن الصحاح (عرى).
(٦٩) فى شرح ألفاظ المختصر لوحة ٨٦
(٧٠) خ وع: مفعولة والمثبت من شرح المختصر والتهذيب ٣/ ١٥٦.
(٧١) ع، خ: إعداد والمثبت من الصحاح والنقل عنه.
(٧٢) شاعر الأنصار سويد بن الصامت كما فى اللسان (عرا ٢٩٢١).