للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَوْلُهُ: "غُرْمٍ مُفْظِعٍ" الْمُفْظِعُ وَالْفَظِيعُ: الْعَظِيمُ مِنْ كُلِّ شَىْءٍ، يُقَالُ: فَظُعَ الأمْرُ -بِالضَّمِّ- فَظَاعَةً فَهُوَ فَظِيْعُ، أَىْ: شَدِيدٌ شَنِيعٌ: جَاوَزَ الْمِقْدَارَ. وَأَفْظَعَ الأمْرُ فَهُوَ مُفْظِعٌ (١٧).

قَوْلُهُ: "حَاضِرٌ لِبَادٍ" (١٨) الْحَاضِرُ: الَّذِى يَسْكُنُ (الْحَضَرَ وَهِىَ) (١٩) الْمُدُنُ وَالْقُرَى، وَالْبَادِى - بِغَيْرِ هَمْزٍ: الَّذِى يَسْكُنُ الْبَادِيَةَ.

قَوْلُهُ: "وَمَعَهُ مَتَاعٌ" كُلُّ مَا يُتَّجَرُ فِيهِ: يُطْلَقُ عَلَيْهِ اسْمُ الْمَتَاعِ، وَأصْلُهُ: مَا يُنْتَفَعُ بِهِ وَيُتَبَلَّغُ.

قَوْلُهُ: "لَا يَكُونُ لَهُ سِمْسَارًا" (٢٠) السَّمْسَرَةُ: الْبَيْعُ وَالشراءُ، قَالَ: (٢١)

قَدْ وَكَّلَتْنِى طَلَّتِى بِالسَّمْسَرَهْ ... وَأَيْقَظَتْنَى لِطُلُوعِ الزُّهَرَهْ (٢٢)

وَيُقَالُ لِلْمُتَوَسِّطِ بَيْنَ الْبَائِعِ وَالْمُشْتَرِى: سِمْسَارٌ، قَالَ الْأعْشَى (٢٣):

فَعِشْنَا زَمَانًا وَمَا بَيْنَنَا ... رَسُولٌ يُحَدِّثُ أخْبَارَهَا

فَأَصْبَحْتُ لَا أَسْتَطِيعُ الْجَوَا ... بَ سُوَى أَنْ أُرَاجِعَ سِمْسَارَهَا

يُرِيدُ السَّفِيرَ بَيْنَهُمَا، وَهُوَ الَّذِى قَصَدَهُ فى الْكِتَابِ.

قَوْلُهُ: "بِكَسَادٍ" (٢٤) كَسَدَ الشَّىْءُ كَسَادًا فَهُوَ كَاسِدٌ: إِذَا لَمْ يُبْتَعْ (٢٥)، وَلَمْ يَسْأَلْ عَنْهُ أَحَدٌ (٢٦) وَكَذَلِكَ: سُوقٌ كَاسِدَةٌ (٢٧).

وَالسِّلْعَةُ (٢٨): (الشَّىْءُ) الَّذِى يُتَّجَرُ فِيهِ مِنْ أَىْ شَىْءٍ كَانَ.

قَوْلُهُ (٣٠): "لَا تَلَقَّوْا الْجَلَبَ" يَعْنِى: أَنْ يَسْتَقْبِلَهُمْ؛ لِيَبْتَاعَ (٣١) مِنْهُم، قَبْلَ أَنْ يَعْرِفُوا الأسْعَارَ (٣٢).

وَالْجَلَبُ- بِالتَّحْرِيكِ، وَالأَجْلَابُ: الَّذِين يَجْلِبُونَ (٣٣) الِإبِلَ وَالْغَنَمَ وَالْعَبِيدَ لِلْبَيْعِ، وَقَدْ (٣٤) يُقَالُ لِمَنْ أَتَى بِشَىْءٍ سِوَاهُ: جَالِبٌ، وَ "الْجَالِبُ مَرْزُوقٌ" (٣٥) مِنْ هَذَا.

قَوْلُهُ (٣٦): "وَالْمُحْتَكِرُ" حَكَرَ (٣٧) الطَّعَامَ: جَمَعَهُ وَحَبَسَهُ يَتَرَبِّصُ بِهِ الْغَلَاءَ، وَهِىَ: الْحُكْرَةُ بِالضَّمِّ.


(١٧) الفائق ١/ ٤٣١ والصحاح (فظع).
(١٨) فى المهذب ١/ ٢٩١: ويحرم أن يبيع حاضر لباد وهو أن يقدم رجل ومعه متاع يريد بيعه، فيجىء إليه سمسار فيقول: لا تبع حتى أبيع لك قليلا قليلا وأزيد فى ثمنها.
(١٩) ما بين القرسين ساقط من ع.
(٢٠) فى المهذب ١/ ٢٩١: عن ابن عباس (ر) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يبع حاضر لباد قلت: مالا يبع حاضر لباد؟ قال: لا يكون له سمسارا.
(٢١) رواه أبو زيد لبعض الأعراب، وانظر النوادر ٤٠٧ ونوادر أبى مسحل ٢/ ٤٨٦ وغريب الخطابى ٢/ ٢٨١ والرواية مختلفة والمثبت رواية الصحاح (زهر) والفائق ٢/ ١٩٧.
(٢٢) ما بين القوسين: ساقط من ع.
(٢٣) ديوانه ٣٦٨، ٣٦٩ وروايته: وأصبحت والرواية هنا كما فى الفائق ٢/ ١٩٧ وفى غريب الخطابى ٢/ ٢٨١ مثل ما فى الديوان.
(٢٤) خ: كساد. وفى المهذب ١/ ٢٩٢: ويحرم تلقى الركبان وهو أن يتلقى القافلة ويخبرهم بكساد ما معهم من المتاع ليغبنهم.
(٢٥) ع: يبع.
(٢٦) أحد: ليس فى ع.
(٢٧) فى الصحاح: بدون هاء. وذكر فى اللسان (كسد ٣٨٧٢) كأسد وكأسدة. وفي العين ٥/ ٣٠٤ سوق كاسدة.
(٢٨) خ: السلعة وفى المهذب ١/ ٢٩٣: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يأتى الرجل السلعة عند غلائها.
(٢٩) الشيىء: ساقط من خ.
(٣٠) فى المهذب ١/ ٢٩٢: روى أبو هريرة (ر) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تلقوا الجلب".
(٣١) ع: فيبتاع.
(٣٢) غريب الحديث ٣/ ١٨٠ والفائق ٣/ ٣٢٥ والنهاية ٤/ ٢٦٦.
(٣٣) ع: يجتلبون.
(٣٤) قد: ليس فى ع.
(٣٥) روى عمر (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "الجالب مرزوق والمحتكر ملعون" المهذب ١/ ٢٩٢.
(٣٦) قوله: ليس فى ع.
(٣٧) المعروف احتكر كذا فى المعجمات ومظان اللغة أما حكر فبمعنى أضربه وانظر العين ٣/ ٦٢ وتهذيب اللغة ٤/ ٩٦ والمحكم ٣/ ٢٧ والصحاح والمصباح (حكر) واللسان (حكر ٩٤٩) وفى العين: وَالْحَكْرُ: ما احتكرت من طعام ونحوه مما يؤكل، ومعناه الجمع والفعل: احتكر وصاحبه محتكر ينتظر باحتباسه الغلاء. وانظر أفعال السرقسطى ١/ ٣٨٨.