للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فِعْلِهِ: جَبَرَهُ وَأَجْبَرَهُ (٩).

قَوْلُهُ (١٠): "أَلَا إِنَّ الأَسَيْفِعَ أُسَيْفِعَ جُهَيْنَةَ رَضِىَ مِنْ دِينِهِ أَنْ يُقَالَ: سَبَقَ الْحَاجَّ، فَادَّانَ مُعْرِضًا فَأَصْبَحَ وَقَدْ رِينَ بِهِ" (١٠) أُسَيْفِعُ: تَصْغِيرُ أَسْفَعَ مِنَ السُّفْعَةِ، وَهِىَ: سَوَادٌ مُشْرَبٌ بِحُمْرَةٍ (١١) يَكُونُ صِفَةً وَعَلَمًا.

جُهَيْنَةُ (١٢): مِنْ بُطُونِ قُضَاعَةَ بْنَ مَالِكِ بْنِ حِمْيَرَ (١٣). وَعَنْ قُطْرُبٍ أنَّهَا مَنْقُولَةٌ مِنْ مُصَغَّرِ جُهَانَةَ عَلَى التَّرْخِيمِ، يُقَالُ: جَارِيَةٌ جُهَانَةٌ، أَىْ: شَابَّةٌ (١٤). ادَّانَ: افْتَعَلَ مِنَ الدَّيْنِ كَاقْتَرَضَ (١٥) مِنَ الْقَرْضِ. مُعْرِضًا: مِنْ قَوْلِهِمْ: طَأْ مُعْرِضًا، أَىْ: ضَعْ رِجْلَكَ حَيْثُ وَقَعَتْ وَلَا تَتَّقِ شَيْئًا، وَأنْشَدَ يَعْقُوبُ لِلْبَعِيثِ:

فَطَأْ مُعْرِضًا إِنَّ الْحُتُوفَ كَثِيرَةٌ ... وَإِنَّكَ لَا تُبْقِى مِنَ الْمَالِ بَاقِيَا

أَرَادَ: فَاسْتَدَانَ مَا وَجَدَ مِمَّنْ وَجَدَ، وَالْحَقِيقَةُ: مِنْ أَىْ وَجْهٍ أَمْكَنَهُ، وَمِنْ أَىْ عَرَضٍ تَأَتَّى لَهُ غَيْرَ مُمَيّزٍ وَلَا مُبَالٍ بِالتَّبِعَةِ. وَرِينَ: أَىْ: غُلِبَ [وَفُعِلَ] (١٦) بِشَأْنِهِ، نَقَلْتُ هَذَا مِنَ الْفَائِقِ (١٧).

وَقَالَ فى غَيْرِهِ "فَادَّانَ مُعْرِضًا" أَىْ: مِنْ كُل مَنْ عَرَضَ لَهُ (١٨). وَقِيلَ: مُعْرِضًا عَنِ الْقَضَاءِ (١٩)، وَقِيلَ: اعْتَرَضَ لِكُلِّ مَنْ يُقْرِضُهُ (٢٠): وَقِيلَ: أعْرَضَ عَنْ كُلِّ مَنْ قَالَ لَهُ (٢١): لَا تَسْتَدِنْ. وَكَانَ يَأْخُذُ الدَّيْنَ فَيَشْتَرِى بِهِ (٢٢) النَّجَائِبَ السَّوَابِقَ بِالأثْمَانِ الْغَالِيَةِ. وَيُقَالُ: رَانَ- عَلَى قَلْبِهِ ذَنْبُهُ (٢٣) يَرِينُ رُيُونًا (٢٤)، أَىْ: غَلَبَ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ} (٢٥) قَالَ الْحَسَنُ: هُوَ الذَّنْبُ عَلَى الذَّنْبِ حَتَى يَسْوَدَّ الْقَلْبُ (٢٦). وَأَصْلُهُ الطَّبَعُ وَالدَّنَسُ (٢٧). قَالَ أَبُو زَيْدٍ: رِينَ بِالرَّجُلِ: إِذَا وَقَعَ فِيمَا لَا يَسْتَطِيعُ الْخُرُوجَ مِنْهُ (٢٨).

وَمَعْنَى "رَضىَ مِنْ دِيِنهِ" أَىْ (٢٩): أَنَّهُ لَمْ يَقْصِد الْحَجَّ، وَإِنَّمَا قَصَدَ الْمُفَاخَرَةَ وَأَنْ يَسْبِق (٣٠) الْحَاجَّ فَيَقْفُلُ (٣١) قَبْلَهُمْ، لَا لِلدِّينِ.

قَولهُ: "بَيْنَ غُرَمَائِهِ" (٣٢) الْغَرِيمُ: مِنَ الأضْدَادِ، يُقَالُ لِمَنْ عَلَيْهِ الدَّيْنُ، وَلِمَنْ لَهُ الدَّيْنُ، وَأَصْلُهُ: مِنَ الْغُرْم، وَهُوَ: أَدَاءُ مَا يُطَالَبُ بهِ وَاجبًا كَانَ أوْ غَيْرَ وَاجِبٍ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ (٣٣): سُمِّىَ غَرِيمًا؛ لِإدَامَتِهِ التَّقَاضى وَإِلْحَاحِهِ، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} (٣٤) يَعْنِى مُلِحًّا دَائِمًا، وَفُلَانٌ مُغْرَمٌ بِالنِّسَاءِ، أَىْ (٣٥): مُدَاوِمٌ لَهُنُّ.


= ١/ ٣٢٠: فإن كان يحسن صنعة فطلب الغريم أن يؤجر نفسه ليكسب ما يعطيه لم يجبر.
(٩) فعلت وأفعلت للزجاج ١٧.
(١٠) لم يجبر: ساقط من خ وفى المهذب ١/ ٣٢٠: روى عن عمر أنه قال: ألا إن الأسيفع. . . إلخ.
(١١) كذا فى المحكم ١/ ٣١١ وقال الأزهرى: لا تكون السفعة إلا سوادا مشربا وُرْقَةً تهذيب اللغة ٢/ ١٠٩.
(١٢) ع: وجهينة.
(١٣) جمهرة الأنساب ٤٤٠، ٤٤٤ والفائق ٢/ ١٨٥.
(١٤) ذكره الزمخشرى فى الفائق، وقال ابن دريد: من الجَهْنِ، وَالجَهْنُ: الزَّجْرُ وَغِلِظُ الْكَلَامِ. الاشتقاق ٢٥١ وعن ثعلب أنها مصغر جُهْنَةَ. أنظر اللسان (جهن ٧١٥).
(١٥) ع: فافترض: تحريف.
(١٦) خ وع: وتعب والمثبت من الفائق والنقل عنه.
(١٧) ٢/ ١٨٥.
(١٨) غريب الحديث ٣/ ٢٦٩ وتهذيب اللغة ١/ ٣٦٠.
(١٩) النهاية ٣/ ٢١٥.
(٢٠) السابق.
(٢١) له: ساقط من ع.
(٢٢) ع: ويشترى.
(٢٣) ع: دينه. والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه.
(٢٤) فى الصحاح: رَيْنًا وَرُيُونًا.
(٢٥) سورة المطففين آية ١٤ وانظر مجاز القرآن ٢/ ٢٨٨ ومعانى الفراء ٣/ ٢٤٦، ٢٤٧ وتفسير غريب القرآن ٥١٩ وغريب الحديث ٣/ ٢٧٠.
(٢٦) ذكره أبو عبيد فى غريب الحديث، والجوهرى فى الصحاح (رين).
(٢٧) الصحاح (رين) والنهاية ٢/ ٢٩١.
(٢٨) غريب الحديث ٣/ ٢٧٠ والصحاح (رين).
(٢٩) أى: ليس فى ع. وبدلا منها. . . إلخ.
(٣٠) ع: وأنه سبق.
(٣١) ع: فيقبل.
(٣٢) من حديث عمر (ر) فى الأسيفع: فمن له دين فليحضر فإنا بائعوا ماله وقاسموه بين غرمائه. المهذب ١/ ٣٢٠.
(٣٣) فى معانى القرآن ٢/ ٢٧٢.
(٣٤) سورة الفرقان آية ٦٥ وانظر مجاز القرآن ٢/ ٣٢٦.
(٣٥) أى: ليس فى ع.