للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وَقَوْلُهُ: "وَمِثْلُ ذَلِكَ يُطَلُّ" (٣٠) أَيْ: يُبْطلُ وَيُذْهَبُ، يُقالُ: طُلَّ دَمُهُ، أَيْ: ذَهَبَ هَدَرًا، قَالَ الشَّنْفَرَى (٣١):

إِنَّ بِالشعبِ الَّذِي دُون سَلْعٍ ... لَقَتِيلًا دَمُهُ لَا يُطَلُّ

وَالْكِسَائِىُّ يُجِيزُ: طَلَّ دَمُهُ - بفَتْحِ الطَّاءِ، أيْ: بَطَلَ. وَقَدْ رُوِىَ: "بَطَلَ" (٣٢) بِالْبَاءِ بِوَاحِدَةٍ مِنْ تَحْتِ (٣٣).

قَوْلُهُ: "مِنْ إِخْوَانِ الْكُهَّانِ": جَمْعُ كَاهِن، مَعْرُوفٌ، الَّذِي يَدعِى عِلْمَ الْغَيْبِ، وَالْكَاهِنُ: الْعَالِمُ، بِالْعِبْرَانِيَّةِ.

وَإِنَّمَا جَعَلَهُ مِنْ إِخْوَانِ الكُهَّانِ، لِأجْلِ سَجْعِهِ؛ لِأنَّهُمْ كَانُوا يَتَكَلَّمُونَ بِكَلَامٍ مَسْجُوعٍ، وَالسَّجْعُ: الْكَلَامُ الْمُقَفَّى.

قَوْلُهُ: "فَأَلقَتْ جَنِينًا فَاخْتَلَجَ" (٣٤) أَىْ: تحرك وَتضَرَّبَ (٣٥).

قَوْلُهُ: "طَعَنَ فِي السِّنِّ" أَيْ: دَخَلَ فِيهِ، يَطْعُنُ بِالضَّمِّ.

قَوْلُهُ: "وَإنْ جَنَى عَلَى عَيْنٍ فَشَخصَتْ" يُقَالُ: شَخصَ بَصَرُهُ: إِذَا فَتَحَ عَيْنَهُ وَجَعَلَ لَا يَطْرِفُ.


(٣٠) روى أبو هريرة قال: أقتتلت امرأتان من هذيل فرمت إحداهما الأخرى بحجر فقتلتها وما في بطها، فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن دية جنينها غرة عبد أو أمة، فقال حمل بن النابعة الهذلي كيف أغرم من لا أكل ولا شرب ولا نطق ولا استهل ومثل ذلك يطل. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنما هو من إخوان الكهان. المهذب ٢/ ١٩٧.
(٣١) الطرائف الأدبية ٣٩، وغريب الخطابي ٣/ ٢٥٢.
(٣٢) كذا رواية البخاري ٧/ ١٧٥، والترمذي ٤/ ٢٤، والرواية الأولى في مسلم ٣/ ١٣١٠، وأبي داوود ٤/ ١٢٩، والنسائى ٧/ ٤٨، وانظر غريب أبي عبيد ٢/ ١٦٧، وابن قتيبة ١/ ٥٨٣، والفائق ٢/ ٣٦٦.
(٣٣) قال الخطابي: عامة المحدثين يقولون: بَطَلَ من البطلان، ورواه بعضهم يُطَلَّ، أي: يهدر وهو جيد في هذا الموضع.
(٣٤) إذا ضربها فألقت جنينا فاختلج ثم سكن: وجبت فيه الغرة. المهذب ٢/ ١٩٨.
(٣٥) ع: واضطرب. ويقال: تضرب الشييء واضطرب: تحرك وماج، والاضطراب: تضرب الولد في البطن. اللسان (ضرب ١/ ٥٤٤).