للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قَوْلُهُ: "الدِّرْهَمُ الْبَغْلِىُّ" (٢٩) وَزْنُهُ: ثَمانِيَةُ دَوانِقَ (٣٠)، وَالدَّانِقُ مِنْهُ: أَرْبَعَةُ قَراريطَ، مُشَبَّهٌ بِالدِّرْهَم الَّذى يَكونُ فِى يَد الْبَغْلِ (٣١)، وَالدِّرْهَمُ الْبَغْلِىُّ وَالشُّهْليلىُّ: كَبيرانِ.

وَقالَ بَعْضُ المشايِخِ: لَعَلَّهُ أَنْ يَكونَ نُسِبَ إِلى بَغْلانَ، بَلَدٍ بِبَلْخَ (٣٢)، كَالنَّسَب إِلى الْبَحْرَيْنِ، يُقالُ فيهِ: بَحْرِىٌّ، عَلى الصحَّيحِ.

قَوْلُهُ: "فَإِنْ فَسَرّه بِدَراهِمَ مُزيَّفَةٍ" (٣٣) أَىْ: رَديئَةٍ. قالَ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ: زافَتِ الدَّراهِمُ تَزيفُ زَيْفًا: بارَتْ (٣٤) -وَلَعَلَّهُ لِرَداءَتها. وَدِرْهَمٌ زَيْفٌ وَزائِفٌ، وَالْجَمْعُ: زُيَّفٌ، مِثْلُ: ناقِصٍ وَنُقَّصٌ: إِذا لَمْ تَجُزْ بِأَنْ تَكونَ رَصاصًا أَوْ نُحاسًا مَغْشوشًا، وَزَيَّفْتُها أَنا.

قَوْلُهُ: "بِدَراهِمَ مَغْشوشَةٍ" (٣٥) مَأْخوذٌ مِنَ الْغِشِّ- بِالْكَسْرِ، وَهُوَ ضِدُّ النَّصيحَةِ. وَقيلَ: مَأْخوذٌ مِنَ الْغَشَشِ، وَهُوَ: الْمَشْرَبُ الْكَدِرُ، قالَهُ ابْنُ الأَنْبارِىِّ (٣٦).

قَوْلهُ: "وَفَسَرّهَا بِسِكَّةٍ" (٣٧) السِّكَّةُ: الْحَديدَةُ الْمَنْقوشَةُ الَّتي يُطْبَعُ عَلَيْها، أَيْ: يُضْرَبُ، وَجَمْعُها: سِكَكٌ.


(٢٩) إن قال له: على درهم كبير: لزمه درهم من دراهم إسلام؛ لأنه درهم كبير في العرف، فإن فسره بما هو أكبر منه وهو الدرهم البغلى قبل منه.
(٣٠) في الإيضاح والتبيان ٦٠: زنة البغلية فيما قاله الأول: أربعة دوانيق وفيما قاله الجمهور في كتاب الأوزان وغيره: ثمانية دوانيق.
(٣١) في السابق ٥٩: منسوبة إلى ملك يقال له: رأس البَغْلِ.
(٣٢) معجم البلدان ١/ ٤٦٨ وبلخ: مدينة مشهورة بخراسان، وبين بغلان وبلخ ستة أيام.
(٣٣) إن قال له: على دراهم ففسرها بدارهم مزيفة لا فضة فيها: لم يقبل. المهذب ٢/ ٣٤٧.
(٣٤) انظر نصه في أفعال ابن القطاع ٢/ ١٠٧.
(٣٥) وإن فسرها بدراهم مغشوشة فالحكم فيها كالحكم فيمن أقر بدراهم وقد فسرها بالدراهم الطبرية. المهذب ٢/ ٣٤٧.
(٣٦) عن الغريبين ٢/ ٣٧١ خ.
(٣٧) إن قال: له عن دراهم وفسرها بسكة دون سكة دراهم البلد الذي أقر فيه. . . . يقبل منه. المهذب ٢/ ٢٤٨.