للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قَوْلُهُ: "وإنْ قالَ لَهُ عَلَىَّ كَذا وَكَذا" (٣٨) هُوَ اسْمٌ مُبْهَمٌ، الْكافُ لِلتَّشْبيهِ، وَذا: اسْمُ إِشارَةٍ، تَقولُ: فَعَلْتُ كَذا، وَقَدْ تَجْرى مَجْرى "كَمْ" فَتَنْصِب ما بَعْدَهُ عَلى التَّمْييزِ، وَتَقَولُ: عِنْدى لهُ كَذا وكَذا دِرْهَمًا؛ لِأنَّهُ كَالْكِناية (٣٩).

قَوْلُهُ: الاسْتِثْناء" (٤٠) مَأْخوذٌ مِنَ الثَّنىِ، وَهُوَ: الْكَفُّ وَالرَّدُّ، يُقالُ: حَلَفَ يَمينًا لا ثُنْيَا (*) فيها وَلَا مَثْنَوِيَّةَ. وَقيلَ: إِنَّهُ مَأخوذٌ مِنْ أَثْناءِ الْحَبْلِ، وَهِيَ: أَعْطافُهُ، كَأَنَّهُ رُجوعٌ عَنِ الشَّيْىءِ وَانْعِطافٌ إِلى غَيْرِهِ.

قوْلُهُ: "وَعادَةُ أَهْلِ اللِّسانِ" أَيْ: أَهْلِ الْفَصاحَةِ. وَالَّسَنُ - بِالتَّحْريكِ: الْفَصاحَةُ، وَقَدْ لَسِنَ- بِالْكَسْرِ- فَهُوَ لَسِنٌ وَأَلْسَنُ.

وَقَولُهُ فِى بَيْتِ الشِّعْرِ (٤١):

"وَبَلْدَةٍ لَيْس بِها أَنيسُ ... إِلَّا الْيَعافيرُ وإلّا الْعيسُ" (٤٢)

أَيْ: رُبَّ بَلَدَةٍ، الْواوُ بِمَعْنَى رُبَّ، وَالْيَعافيرُ: جَمْعُ يَعْفورٍ، وَهُوَ: وَلَدُ الظَّبْيَةِ، وَوَلَدُ الْبَقَرَةِ الْوَحْشِيَّةِ. وَقالَ بَعْضُهُمْ: الْيَعافِيرُ: تُيُوسُ الظِّباءِ. وَالْعيسُ: الإِبِلُ الْبيضُ، واحِدُها: أَعْيس، وَالأُنْثَى عَيْساءُ بَيِّنَةُ الْعَيَسِ، وَهُوَ اسْتِثْناءٌ مُنْقَطِعٌ، مَعْناهُ: الَّذى يَقومُ مَقامَ الأَنيسِ، الْيَعافيرُ وَالْعِيسُ.


(٣٨) المهذب ٢/ ٢٤٨.
(٣٩) المغنى ١/ ٢٤٧ - ٢٤٩.
(٤٠) الاستثناء: لغة العرب وعادة أهل اللسان. المهذب ٢/ ٣٤٩.
(*) ع: لا ثنى. تحريف.
(٤١) في المهذب ٢/ ٢٤٩ وقد استشهد به الشيخ على أنه لو أقر فقال: على مائة درهم إلا ثوبا، وقيمة الثوب دون المائة لزمه باقى المائة، قال: لأن الاستثناء من غير جنس المستثنى منه لغة العرب.
(٤٢) لجران العود، ديوانه ٥٢، وانظر الكتاب ٢/ ٣٢٢، وشرح أبيات سيبويه للسيرافى ٢/ ١٣٦، ولابن النحاس ٢٦٣، ورصف المبانى ٤٨٠، وشرح المفصل ٨/ ٢٢، والهمع ١/ ٢٢٥.