للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بَانَ الشَّبابُ وَأخْلَفَ الْعَمْرُ (٢١) ... . . . . . . . . .

(أَرادَ بِالْعَمْر: اللَّحْمَ الَّذِى) (٢٢) بَيْنَ الأسْنَانِ، قَالَ الْمُبَرِّدُ: حَدَثَتْ لَهُ رَائِحَة بِعْدَمَا عُهِدَتْ مِنْهُ (٢٣)، وَلَا يُقَالُ (٢٤) خُلُوف لِمَنْ لَمْ يَزَلْ ذَلِكَ مِنْهُ. وَمِنْهُ (٢٥): اللَّحْمُ الخَالِفُ، وَهُوَ الَّذِي تَجِدُ مِنْهُ رُوَيْحَةٌ (٢٦). وَمِنْهُ حَدِيثُ عَليٌّ، رَضيَ الله عَنْهُ، حِينَ سُئِلَ عَنِ الْقُبْلَةِ لِلصَّائِمِ، فَقَالَ: "وَمَا أَرَبُكَ إِلَى خُلُوفِ فِيهَا" هَذَا كُلهُ مِنَ الْفَائِقِ (وَقَالَ أَبْو عُبَيْدٍ (٢٧): الْخُلُوفُ تَغَّيُرُ طَعْمِ الْفَمِ) (٢٨).

وَقَالَ الصَّفارُ: مَعْنَى الْخَبَرِ: أنَّ ثَوَابَ خُلُوفِ فَمِ الصَّائِمِ اطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، لَا أَنَّ الأشْياءَ عِنْدَ اللهِ عَلَى خِلَافِ حَقَائِقِهَا (عِنْدَنَا) (٢٩).

وَقَالَ النَّحْوِيَّون: لَا يُقَالُ فَمٌ بِالْمِيمِ، إلَّا اذَا أُفْرِدَ، فَأَمَّا إِذَا أُضِيفَ، فَإِنَّمَا يُقَالُ: فُوكَ، وَفُوهُ، وَلَا يُقَالُ: فَمُكَ وَلَا فَمُهُ (٣٠) إلَّا نَادِرًا في الشِّعْرِ (٣١)، كَقَوْلِ الْأُقَيْبِلِ (٣٢):

يَالَيْتْهَا قَدْ خَرَجَتْ مِنْ فُمِّهِ (٣٣) ... . . . . . . . . .

وَفِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: فُمٌ وَفَمٌ وَفِمٌ: بِضَمِّ الْفَاءِ وَفَتْحِهَا وَكَسْرِهَا (٣٤)، وَبَعْضُهُمْ يُتْبعُ حَرَكَةَ الْفَاءِ حَرَكَةَ المِيمِ، فَيَضُمُّ الْفَاءَ إِذَا انْضَمَّت المِيم، وَيَفتَحُهَا إِذَا انْفَتَحَتْ، وَيَكْسِرُهَا إِذَا انْكَسَرَتْ. وَقَدْ تُشَدَّدُ قَالَ الْأقَيْبِل (٣٥):

يَالَيْتَهَا قَدْ خَرَجَتْ مِنْ فُمِّهِ ... . . . . . . . . .

قَوْلُهُ (٣٥): "اسْتَاكُوا عَرْضًا وَادَّهِنُوا غِبًّا وَاكْتَحِلُوا وَتْرًا" أرَادَ: عَلَى عَرْض الْأسْنَانِ (٣٦)، فَهُوَ أَنْ يَبْتَدِىءَ مِمَّا يَلِى الصُّدْغَ مِنَ الْجَانِبِ الأيْمَنِ حَتَّى يَنْتَهِىَ إلَى الْجَانِبِ الْأيْسَرِ مِمَّا يَلِى الْأذُنَ. وَقِيلَ: عَلَى عَرْضِ الْفَمِ.

وَالْغِبُّ: أَنْ يَدَّهِنَ يَوْمًا ثُمَّ يُتْرَكَ حَتَّى يَجِفَّ رَأْسُهُ، ثُم يَدِّهِنَ، لِمَا رُوِىَ أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "نَهَى عَنِ الإِرْفَاهِ (٣٧) قَالَ أّبْو عُبَيْدٍ: هُوَ كَثْرَةُ التَّدَهُّن (٣٨) وَهُوَ مِثْلُ (٣٩) قَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ "زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبَّا" (٤٠) مَأخُوذٌ مِنْ غِبِّ الإِبِلِ، وَهُوَ أنْ يَسْقِيَهَا يَوْمًا (٤١) وَيَتْرُكَها (٤٢) أيَّامًا (٤٣).

واكْتِحَالُ الوَتْرِ: أَنْ يَكْتَحِلَ فِي (كُلِّ) (٤٤) عَيْنٍ ثَلَاثَةَ أطْرَافٍ.


(٢١) العمر: ليس في ع.
(٢٢) بدل ما بين القوسين: في ع: وخلف فوه: إذا حدث تغير. . .
(٢٣) ع: بعدما عهد له نقاء.
(٢٤) ع: ولا يقال فيه.
(٢٥) ع: ومن.
(٢٦) ع: وهو الذى تغير ريحه.
(٢٧) غريب الحديث ١/ ٣٢٧.
(٢٨) ما بين القوسين في ع.
(٢٩) عندنا من ع.
(٣٠) لأنه لا يصلح اسم على حرفين أحدهما حرف لين إلا بالإضافة: لأنها تمنعه من التنوين. المقتضب ٣/ ١٨٥.
(٣١) قال البغدادي في الخزانة ٤/ ٤٥١: إثبات الميم عند الإضافة فصيح بدليل الحديث: لخلوف فم الصائم. وانظر الكتاب ٣/ ٢٦٤، ٣/ ٤٥٣ والمسائل البغداديات ١٤٩، ١٥٠ والممتع ٣٩١.
(٣٢) ع: الأقبل: وهو: الأقَيْبِلُ القَيْنيّ كما ذكر في العقد الفريد ٤/ ٤٢٣ وفي اللسان (فم ٣٤٧١) لمحمد بن ذؤيب العماني الفقيمي. ونسبه البغدادي في الخزانة ٢/ ٩٥ للعجاج. ويذكر أن ابن خالويه نسبه إلى جرير. وهو من غير نسبة في إصلاح المنطق ٨٤ والممتع ١/ ٣٩١ والخصائص ٣/ ٢١١ والمحتسب ١/ ٧٩ وهو شطر من الرجز يليه: "حَتَّى يعْودَ المُلْكُ في أُسْطُمِّهِ".
(٣٣) ما بين القوسين ساقط من ع.
(٣٤) إصلاح المنطق ٨٤ والصحاح (فم).
(٣٥) في المهذب ١/ ١٣: ويستحب أن يستاك عرضا لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "استاكوا. . . الحديث.
(٣٦) ع: اللِّسَانِ.
(٣٧) غريب الحديث ٢/ ١٠٧، ١٠٨ والفائق ٢/ ٧١ والنهاية ٢/ ٢٤٧ وغريب ابن الجوزى ١/ ٤٠٨.
(٣٨) انظر حاشية التحقق في غريب الحديث ٢/ ١٠٧ وانظر المراجع السابقة.
(٣٩) ع: من.
(٤٠) الفائق ٣/ ٤٦ والنهاية ٣/ ٣٣٦.
(٤١) يوما ساقط من ع.
(٤٢) ع: ثم يتركها ..
(٤٣) الإبل للأصمعي ١٢٩ وغريب الخطابى ١/ ٥١٠ والفائق ٣/ ٤٦ والنهاية ٣/ ٣٣٦ وفيه قال ابن الأثير: فنقله إلى الزيارة وإن جاء بعد أيام يقال: غَبَّ الرَّجُلُ إِذَا جَاءَ زَائِرًا بَعْدَ أَيَّامٍ. وقال الحسن: فِي كُل أُسْبُوع.
(٤٤) كل ساقطة من خ.