للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَوْلُهُ: "وَيَأخُذُ لِسِمَاخَيْهِ مَاءً جَدِيدًا" (٦٥) السِّمَاخُ: مَنْفَذُ الأُذُنِ، وَهُوَ الْخَرْقُ فِيهَا (٦٦). وَيُقَالُ هُوَ الأذُنُ نَفْسُهَا، قَالَ الْعَجَّاجُ (٦٧).

*حَتَّى إِذَا صَرَّ الصِّمَاخَ الأصْمَعَاَ*

يُقَالُ بالسِّينِ وَالصَّادِ (٦٨)، وَكَذَا: الصُّدْغُ (٦٩)؛ لِأنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ اجْتَمَعَ فِيهَا السِّينُ وَالْخَاءُ، أوْ الْغَيْنُ أوِ الْقَافُ، أو الطَّاءُ، وَتَقَدَّمَتِ (٧٠) السَّينُ، وَكَوْنُ (٧١) الحُرُوفِ بَعْدَهَا: وَلَا يُبَالَى أَثانِيَةً (٧١) كَانَتْ أمْ ثَالِثَةً أمْ رَابِعَةً بَعْدَ أنْ تَكُونَ بَعْدَهَا - هَذَا قَوْلُ قُطْرُبٍ (٧٢) فَإنَّهُ يَجُوزُ إبْدَالُ السَّينِ صَادًا، نَحْوُ سَطَا، وَصَطَا، وَالسِّرَاط وَالصِّرَاط (٧٣)، وَسَاغَ الطعَامُ وَصَاغَ، وَسَبَغ وَصَبَغ، وَالسَّاخَّةُ والصَّاخَّةُ والسَّقْرُ والصُقْرُ، وَهِىَ لُغَةُ قَوْم مِنْ بَنِى تَمِيمٍ، يُقَالُ لهُمْ: بَلْعَنْبَرُ (٧٤).

قَوْلُهُ: "وَالْكَعْبَانِ هُمَا الْعَظْمَانِ النَّاتِئَانِ (٧٥) عِنْدَ مَفْصِلِ السَّاقِ وَالْقَدَمِ فِي مُنْتَهَى السَّاقِ عَنْ يَمِبنِ الْقَدَم وَيَسَارِهَا (٧٦). يُشِيرُ إلَى خِلَافِ أبِي حَنِيفَةَ، فَإنَّ الْكَعْبَ عِنْدَهُ: هُوَ الْعَظْمُ النَّاتىءُ فِي ظَهْرِ الْقَدَمِ، وَقَدْ أنْكَرَهُ الأصْمَعيُّ وَأرْبابُ اللُّغَةِ. وَالنَّاتىءُ: الْمُرْتَفِعُ، وَنَتَأَ، أيْ: ارْتَفَعَ وَتَجَافَى فَهُوَ نَاتِىءٌ.

قَوْلُهُ (٧٧): "غُرًا مُحَجَّلِينَ" الْغُرَّةُ- بِالضَّمِّ: بَيَاضٌ، فِي جَبْهَةِ الْفَرَس فَوْقَ الدَّرْهَمِ (٧٨). وَالتَّحْجِيلُ: بَيَاضُ الْقَوَائِمِ فِي الْفَرَس، أَوْ فِي ثَلَاثٍ مِنْهَا، أَوْ فِي رِجْلَيْهِ قَلَّ أَوْ كَثُرَ بَعْدَ أَنْ يُجَاوِزَ الْأرْسَاغَ وَلَا يُجَاوِزُ الرُّكْبَتَيْنِ والْعُرْقُوبَيْنِ، لأَنَّهَا مَوَاضِعُ الأَحْجَالِ وَهِىَ الْخَلَاخِيلُ وَالْقُيُودُ (٧٩). وَذَكَرَ فِي الْفَائِقِ (٨٠): أَنَّهُ أرَادَ مُحَجَّلِينَ مِنْ الْحِلْيَةِ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ "تَبْلُغُ الحِلْيَةُ مِنَ الْمُؤْمِنِ حَيْثُ يَبْلُغُ الْوُضُوءُ" (٨١).

قَوْلُهُ: فِي الْحَدِيثِ (٨٢): "فَقَدْ أَسَاءَ وَظَلَمَ" أسَاءَ، أيْ: فَعَلَ الْقَبِيحَ السَّىَّءَ، وَهُوَ ضِدُّ


(٦٥) في المهذب ١/ ١٨: ويأخذ لسماخيه ماء جَدِيدًا غير الماء الذى مسح به ظاهر الأذن وباطنه. و "ماء جديدا" ليس في ع.
(٦٦) خلق الإنسان للأصمعى ١٧٠ ولثابت ٩١ وللزجاج ١٦ والمحكم ٥/ ٤٥.
(٦٧) كذا في الصحاح (صمخ) واللسان (صمخ ٢٤٩٥) وليس في ديوان العجاج وهو في ديوان رؤية (مجموع إشعار العرب ٩١): بَسْلٌ إِذَا صَر الصِّمَاخُ الأصْمَعَا ... وَمَعْمَعت في وَعْكةٍ ومَعْمَعَا.
(٦٨) كذا في العين ٤/ ١٩٢، ٢٠٦ ونسب الصاد إلى تميم وانظر المحكم ٥/ ٤٥ وأفعال السرقسطى ٣/ ٥٣٩.
(٦٩) ع: الصبغ: تحريف.
(٧٠) ع: وجاءت.
(٧١) ع: ولا تبال ثانية: تحريف.
(٧٢) عن الصحاح وقد حاول تغيير نص الصحاح وهو: قال قطرب محمد بن المستنير: إن قوما من بنى تميم يقال لهم بلعنبر يقلبون السين صادا عند أربعة أحرف عند الطاء والقاف والغين والخاء إذا كن بعد السين، ولا تبالى أثانية أم ثالثة أم رابعة بعد أن تكون بَعْدَهَا.
(٧٣) في ع بدل السراط والصراط: الصبغ والسبغ.
(٧٤) ع: قوله "قوم من تميم" يقال لهم بلعنبر: تحريف لأنه حسبه قولا في المهذب.
(٧٥) ع: يلتقيان: تحريف.
(٧٦) ع: قوله: "والكعبان" وفي المهذب ١/ ١٨: والكعبان: هما العظمان الناتئان عند مفصل الساق والقدم. والزيادة المثبتة في ع وخ ولعل ذلك في نسخة أخرى من نسخ المهذب. وهذا التفسير مذهب كثيرين من أهل اللغة وانظر العين ١/ ٢٣٥ وتهذيب اللغة ١/ ٣٢٤ وخلق الإنسان لثابت ٣٢٠ وللزجاج ٤٨ ومعاني القرآن له ٢/ ١٦٨ والمحكم ١/ ١٧٠ والفرق لابن فارس ٦١ والمجمل له (كعب). وذهب بعضهم إلى أنه المفصل بين الساق والقدم وهو مذهب المفضل بن سلمة وابن الأعرابى كما في تهذيب اللغة والمحكم. وذهب بعضهم إلى أنه العظم الناشز فوق القدم وقد انكره الأصمعى، وهو مذهب الشيعة كما ذكر الفيومى في المصباح (كتب).
(٧٧) في المهذب ١/ ١٨: والمستحب أن يغسل فوق المرفقين وفوق الكعبين لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "تأتى أمتى يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع أن يطل غرته فليفعل" وانظر الحديث في صحيح مسلم ١/ ٢١٦ والترمذي ٣/ ٨٦ وابن ماجة ١/ ١٠٤ والنسائي ١/ ٩٥.
(٧٨) نظام الغريب ١٥٥ وشرح كفاية المتحفظ ٢٩٧ ومبادىء اللغة ١٢٧.
(٧٩) عن الصحاح بنصه (حجل) وانظر العين ٣/ ٧٩ وتهذيب اللغة ٣/ ٥٥ وغريب الخطابى ١/ ٣٩٣ وشرح الكفاية ٢٩٨ ومبادىء اللغة ١٣٠ وفقه الثعالبى ٧٩ ونظام الغريب ١٥٦ واللسان (حجل ٧٨٨).
(٨٠) ١/ ٣١٠.
(٨١) الحديث في الفائق، والنهاية ١/ ٤٣٥ وغريب ابن الجوزى ١/ ٢٤٠ براوية "إن الحلية تبلغ إلى مواضع الوضوء".
(٨٢) في الحديث ليس في ع. وفي المهذب ١/ ١٨: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - توضأ ثلاثًا ثلاثًا. ثم قال: "هذا الوضوء، فمن زاد على هذا أو نقص فقد أساء وظلم" والحديث في سنن ابن ماجه ١/ ١٤٦ وسنن النسائي =