للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وسيأتي أَن (أل) تدخل هنا علَى المضاف.

والثّاني: كقولِهِ تعالَى: {هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ}، فـ (بالغ): صفة لـ (هديًا).

وقيل: بدل منه.

وأجيب: بأنه حيث كَانَ بدلًا من الحال .. فهو حال، والحال: واجبة التّنكير.

والثّالث: علَى وجهٍ من الإِعراب قوله تعالَى: {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ}، فِي قراءة عاصم، بنصب (حمالة).

وقيل: نصب علَى الذّم؛ أَي: أذم حمالة الحطب.

ونحو قول الشّاعرِ:

فَأتَتْ بِهِ حُوشَ الفُؤَادِ مُبَطَّنًا ... ................. (١)

أَي: (حديد الفؤاد ضامر البطن)، فنصب (حوش) علَى الحال من الهاء، وهو صفة مشبهة.


(١) التخريج: صدر بيت من الرجز، وعجزه: سُهُدا إِذا ما نامَ لَيلُ الهَوجَلِ
وهو لأبي الكبير الهذلي في جمهرة اللغة ص ٣٦٠، وخزانة الأدب ٨/ ١٩٤، ٢٠٣، وشرح أشعار الهذليين ٣/ ١٠٧٣، وشرح التصريح ٢/ ٢٨، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٨٨، وشرح شواهد المغني ١/ ٢٢٧، والشعر والشعراء ٢/ ٦٧٥، ولسان العرب ٣/ ٢٢٤ سهد، ٦/ ٢٩٠ حوش، ١١/ ٦٩٠ هجل، ومغني اللبيب ٢/ ٥٥١، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ١١٧٦، وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٨٠، ولسان العرب ١٤/ ٢١٤ جيا.
اللغة: أتت به: ولدته، والتاء تعود إلى أم تأبط شرًّا، والهاء في به تعود إلى تأبط شرًّا. حوش الفؤاد: أي الجريء. المبطن: الضامر البطن. السهد: قلة النوم. الهوجل: الأرض الواسعة، أو الأحمق.
المعنى: يقول: إن تأبط شرًّا قد ولدته أمه جريئًا، قوي الفؤاد، ضامر البطن، لا ينام إلا قليلًا في الصحراء الواسعة، أو كما ينام الأحمق.
الإعراب. فأتت: الفاء بحسب ما قبلها، أتت: فعل ماضٍ والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هي. به: جار ومجرور بأتت حوش: حال منصوبة، وهو مضاف. الفؤاد: مضاف إليه مجرور. مبطنًا: حال ثانية منصوبة. سهدًا: حال ثالثة منصوبة. إذا: ظرف زمان يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. ما: زائدة. نام: فعل ماضٍ. ليل: فاعل مرفوع، وهو مضاف الهوجل: مضاف إليه مجرور.
وجملة (أتت): بحسب ما قبلها. وجملة (نام): في محل جر بالإضافة.
الشاهد: قوله: (حوش الفؤاد) حيث أضاف الصفة المشبهة إلى فاعلها، فلم تستفد بهذه الإضافة تعريفًا، بدليل مجيئها حالًا من الضمير في به.

<<  <  ج: ص:  >  >>