والأصل: أَن لا تعمل؛ لعدم اختصاصها بقِسْم؛ فهي كحرف الاستفهام، ولهذا أهملها التّميميون، وأعملها الحجازيون؛ حملًا علَى (ليس)؛ لاشتراكهما فِي:
• نفي الحال.
• ودخولهما علَى المبتدأ والخبر.
فعملت إعمال (ليس)، وبلغتهم نزل القرآن العظيم، قال تعالَى:{مَا هَذَا بَشَرًا}، {مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ}.
وبلغة تميم قرأ ابن مسعود:(ما هذا بشرٌ) بالرّفع، ذكره فِي "النّهر".
ونقل عاصم:(ما هنَّ أمهاتُهم) بالرّفع.
[وتعمل بشروط خمسة]
١ - الأول: أَن لا يقع بعدها (إن)، ولهذا أهملت فِي قولهِ:
(١) إعمالَ: مفعول مطلق منصوب بقوله: أعملت الآتي، وإعمال مضاف. وليس: قصد لفظه: مضاف إليه. أعملت: أعمل: فعل ماض مبني للمجهول، والتاء تاء التأنيث. ما: قصد لفظه: نائب فاعل أعملت. دون: ظرف متعلق بمحذوف حال من (ما)، ودون مضاف، وقوله: إن: قصد لفظه: مضاف إليه. مع: ظرف متعلق بمحذوف حال من (ما) أيضًا، ومع مضاف. وبقا: مقصور من ممدود للضرورة: مضاف إليه، وبقا مضاف، والنفي: مضاف إليه. وتَرتيب: معطوف على بقا السابق. زكن: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى ترتيب، والجملة من (زكن) ونائب فاعله: في محل جر صفة لترتيب، وحاصل البيت: أعملت ما النافية إعمال ليس، حال كونها غير مقترنة بإن الزائدة، وحال كون نفيها باقيًا، وكون اسمها مقدمًا على خبرها.