للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فالمشهور: أَن (كيف يلتقيان) بدل اشتمال من (حاجة)، و (أخرَى) إِبدال جملة من مفرد، وإِنما جاز ذلك؛ لرجوع الجملة إِلَى التّقدير بمفرد؛ كما قاله ابن جني، إِذ التّقدير: (أشكو هاتين الحاجتين تعذر التقاؤهما).

والدّماميني رحمه الله: يحتمل: (كيف يلتقيان) جملة مستأنفة نبه لها علَى استبعاد اجتماع هاتين الحاجتين فليست بدلًا.

وفي "البحر" لأبي حيان: إِبدال المفرد من الجملة فِي قوله تعالى: {وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (١) قَيِّمًا}، علَى أَن (قيمًا): بدل من: (ولَم يجعل لهُ عوجًا).

[تنبيه]

أَجازَ الأخفش والمصنف: حذف المبدل منه وإِبقاء البدل؛ نحو: (أحسِن إِلَى الّذي وصفتُ زيدًا)؛ أَي: (وصفته)، فـ (زيدًا): بدل من الهاء المحذوفة، وخرجا عليه قوله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ}، علَى أَن الأصل: (لما تصفه)، فـ (الكذب): بدل من الهاء.

ومنعه السيرافي وجماعة فـ (الكذب): مفعول بـ (تقولوا)؛ أَي: (ولَا تقولوا الكذب)، و (ما): موصولة والعائد محذوف؛ أَي: (تصفه).

والكسائي والزّجاج: مفعول لـ (تصف)، و (ما): مصدرية؛ أَي: الأجل وصف ألسنتكم الكذب).

وقرئ بجر: (الكذب)، وسبق فِي إعمال المصدر.

وقولهم: المبدل منه فِي نية الطّرح: مذهب الخليل.

وقال الجمهور: إِنما هو حكم أغلبي؛ لورود نحو: (زيد ضربت أخاه عمرًا)، فَلَا تحذف (أخاه) لخلو الجملة من الرّابط.

ونحو: (جاء الّذي مررت به زيد)، قاله فِي "البسيط": فـ (زيد): بدل من الهاء، مع أنه لا يحل محلها؛ لخلو الجملة من العائد أيضًا، فَلَا يقال: (جاء الّذي مررت بزيد).

فإِن قبل: إن الظّاهر قَدْ يخلف الضّمير فِي الصّلة.

فالجواب: أَن ذلك فيما إِذا تقدم علَى الموصول ما هو الموصول فِي المعنَى كما

<<  <  ج: ص:  >  >>