وفي "البحر" لأبي حيان: إِبدال المفرد من الجملة فِي قوله تعالى: {وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (١) قَيِّمًا}، علَى أَن (قيمًا): بدل من: (ولَم يجعل لهُ عوجًا).
[تنبيه]
أَجازَ الأخفش والمصنف: حذف المبدل منه وإِبقاء البدل؛ نحو:(أحسِن إِلَى الّذي وصفتُ زيدًا)؛ أَي:(وصفته)، فـ (زيدًا): بدل من الهاء المحذوفة، وخرجا عليه قوله تعالى:{وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ}، علَى أَن الأصل:(لما تصفه)، فـ (الكذب): بدل من الهاء.
ومنعه السيرافي وجماعة فـ (الكذب): مفعول بـ (تقولوا)؛ أَي:(ولَا تقولوا الكذب)، و (ما): موصولة والعائد محذوف؛ أَي:(تصفه).
والكسائي والزّجاج: مفعول لـ (تصف)، و (ما): مصدرية؛ أَي: الأجل وصف ألسنتكم الكذب).
وقرئ بجر:(الكذب)، وسبق فِي إعمال المصدر.
وقولهم: المبدل منه فِي نية الطّرح: مذهب الخليل.
وقال الجمهور: إِنما هو حكم أغلبي؛ لورود نحو:(زيد ضربت أخاه عمرًا)، فَلَا تحذف (أخاه) لخلو الجملة من الرّابط.
ونحو:(جاء الّذي مررت به زيد)، قاله فِي "البسيط": فـ (زيد): بدل من الهاء، مع أنه لا يحل محلها؛ لخلو الجملة من العائد أيضًا، فَلَا يقال:(جاء الّذي مررت بزيد).
فإِن قبل: إن الظّاهر قَدْ يخلف الضّمير فِي الصّلة.
فالجواب: أَن ذلك فيما إِذا تقدم علَى الموصول ما هو الموصول فِي المعنَى كما