للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

سبق فِي آخر الموصول.

والأخفش والرّماني والفارسي وأكثر المتأخرين: أَن العامل فِي البدل مقدر.

وهو الصّحيح؛ لأنه لما قصد بالذّكر، وَلَم تشترط مطابقته الأولَى فِي تعريف ولَا تنكير .. ناسب أَن يكون مستقلًا بعامل غير الأول، ولهذا ظهر العامل فِي فصيح الكلام، منه فِي القرآن: {لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ}، {وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ}، {لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ}.

- فـ (لِمَن): بدل بعض مِن الموصول، وقيل: بدل كل.

- و (من طلعها): بدل بعض.

- و (لبيوتهم): بدل اشتمال.

وقيل: لا يظهر العامل المقدر إِلَّا إن كَانَ حرف جر كما فِي هذه الآيات الشّريفة.

وقيل: يجوز مطلقًا، ومنه: {اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (٢٠) اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا}، علَى أَن (مَن): بدل من (المرسلين).

وقيل: (اتبعوا) توكيد للأول.

وسيبويه والمبرد والسّيرافي والزّمخشري: عامل البدل عامل المبدل منه، واحتجوا بأنه لو كرر العامل .. لفسد المعنَى فِي قولك: (ضربت زيدًا رأسه)، فلو نصبت (رأسه) بـ (ضربت) محذوفًا .. اقتضَى أنك ضربته، وضربت رأسه، والحال أَن الضّرب لم يقع إِلَّا بالرّأس، هكذا ذكره القواس وليس بذاك.

وقيل: العامل هو الأول نيابة عن المقدر.

ولَا يقطع البدل إِلَّا إِذا كَانَ الأول متعددًا، والثّاني وافيًا بالمقصود فِي العدد: كـ (مررت بالرّجلين أبوك وأخوك).

والمبرد وابنا كيسان والسّراج: أَن عامل النّعت والبيان والتّوكيد: عامل للأول، وهو الصّحيح؛ لأنَّ العامل فِي التّابع هو العامل فِي المتبوع إِلَّا البدل.

وأضعفها: أَن المتبوع، وعامله عاملان فِي التّابع.

وسبق الخلاف فِي عطف النّسق فِي بابه.

والأخفش: أَن العامل فِي النّعت، والتّوكيد، والبيان، معنوي؛ أَي: كونها تابعة لما

<<  <  ج: ص:  >  >>