للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وخرَّج البخاري الحديث على إرادة الفاء.

ولا يبعد الحمل على القاعدة؛ أي: (فأقول ما بال رجال؟) وكذا ما بعده.

وقد تبدل ميمها الأولى ياء كراهة التضعيف، قال الشاعر:

رَأَت رَجُلًا أَيْمَا إِذَا الشَّمسُ عَارَضَت .... فَيَضحَى وأَيْمَا بِالعَشِيِّ فَيَخصَرُ (١)

وقد يقع ذلك في (إِما) المكسورة الهمزة كما سبق في العطف.

[تنبيه]

الصحيح: أن ما بعد الفاء: خبر المبتدأ في قوله تعالى: {فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ} وهو العامل في (إذا) فهي متمحضة للظرفية إذن.

وجعلها أبو البقاء شرطية، وما بعد الفاء: جوابها، وأن الجملة الشرطية: خبر المبتدأ.

وفيه نظر، كما قاله السمين؛ لخلو خبر المبتدأ الواقع بعد (أما) من (الفاء) بلا مسوغ.

واللَّه الموفق


= الشاهد: قوله (لا قتال لديكم) حيث حذف الفاء من جواب (أما)، مع أن الكلام ليس على تضمن قول محذوف، وذلك للضرورة.
(١) التخريج: البيت من الطويل، وهو لعمر بن أبي ربيعة في ديوانه ص ٩٤، والأزهية ص ١٤٨، والأغاني ١/ ٨١، ٨٢، ٩/ ٨٨، وخزانة الأدب ٥/ ٣١٥، ٣٢١، ١١/ ٣٦٧، ٣٦٨، ٣٧٠، والدرر ٥/ ١٠٨، وشرح شواهد المغني ص ١٧٤، والمحتسب ١/ ٢٨٤، ومغني اللبيب ١/ ٥٥، ٥٦، والممتع في التصريف ١/ ٣٧٥، وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص ١٢٠، والجنى الداني ص ٥٢٧، ورصف المباني ص ٩٩، وشرح الأشموني ٣/ ٦٠٨، ولسان العرب ١٤/ ٤٧٧ (ضحا)، وهمع الهوامع ٢/ ٦٧.
اللغة: عارضت الشمس: غدت في عرض السماء. يضحى: يبرز للشمس. يخصر: يبرد، والبيت كناية عن مواصلة السفر في النهار وفي العشيّ.
الشاهد: قوله: (أيما) في الموضعين؛ حيث أبدل الميم الأولى من (أمَّا) .. فصارت (أيما)، وهذا على ندرة، والسببُ كراهية التضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>