للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

المُعَرَّفَة بِأدَاةِ التَّعْرِيف

ص:

١٠٦ - "أَلْ" حَرْفُ تَعْرِيفٍ أَوِ اللَّامُ فَقَطْ ... فَنَمَطٌ عَرَّفْتَ قُلْ فِيهِ النَّمَطْ (١)

ش:

اللام وحدها معرِّفَةٌ عند سيبويه لأَنَّ التعريف في مقابلة التنكير، ودليل التنكير حرف واحد؛ كالتنوين في نحو "صهٍ" .. فكذا مَا يقابله، ووضعت ساكنة مبالغة في الخفة.

والهمزة عنده وصل جيء بها لتعذر النطق بالساكن إِذا ابتدئ بالكلمة؛ للخفة.

والخليل وابن كيسان: أَن "أل" هي المُعَرِّفة، فهي حرف ثنائي الوضع؛ كـ "هل، وقد"، ولهذا كان الخليل يسميها: "أل"، ولا يقول الألف واللام؛ كما لا يقال في "هل": الهاء واللام، فالهمزة همزة قطع، ولو كانت همزة وصل .. لكانت مكسورة، ولكن عوملت معاملة همزة الوصل فسقطت في الدرج؛ لكثرة استعمالها؛ كما قالوا: "يا با فلان"، و: "لا بَ لك"، محذوف همزة القطع؛ لكثرة الاستعمال أيضًا.

وكذا قولهم: "ويلُمِّهِ" بضمِّ اللام، والأصل: "ويلُ أمِّهِ" بالهمزة، قالَ الشَّاعرُ:


(١) أل: مبتدأ، حرف: خبر المبتدأ، وحرف مضاف وتعريف: مضاف إِليه، أو: عاطفة، اللام: مبتدأ، وخبره محذوف يدل عليه مَا قبله، والتقدير: أَو اللام حرف تعريف، فقط: الفاء: حرف زائد، لتزيين اللفظ، وقط: اسم بمعنى حسب -أي كاف- حال من اللام وتقدير الكلام: أَو اللام حال كونه كافيك، أَو الفاء داخلة في جواب شرط محذوف وقط على هذا إِما اسم فعل أمر بمعنى انته، وتقدير الكلام إِذا عرفت ذلك فانته، وإِما اسم بمعنى كاف خبر لمبتدأ محذوف، أي إِذا عرفت ذلك فهو كافيك، وقوله، نمط: مبتدأ، عرفت: فعل وفاعل، والجملة في محل رفع نعت لنمط، قل: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ، فيه: جار ومجرور متعلق بقل، النمط: مفعول به لقل، لأنه مقصود لفظه، وقيل: أَن "عرفت" فعل شرط حذفت أداته، وجملة "قل" جواب الشرط حذفت منه الفاء، والتقدير: نمط أَن عرفته فقل فيه النمط، أي أَن أردت تعريفه، وجملة الشرط وجوابه على هذا خبر المبتدأ، وهو تكلف لا داعي له.

<<  <  ج: ص:  >  >>