قَد تتصل هذه الكاف الحرفية بـ (أرأيت) ونحوه؛ كقولك:(أرأيتَكَ يا زيد، وأرأيتَكِ يا هند، وأرأيتَكما يا زيدان، وأرأيتَكم يا زيدون)، فتبقَى هذه التاء مفتوحة دائمًا، وتختلف الكاف باختلاف المخاطب، وفي القرآن:{قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ} .. الآية.
فالبصريون: أن التاء فاعل، والكاف حرف جيء بها لتوكيد الخطاب لَا موضع لها، ولهذا قال أبو الفتح في:(أرأيتك زيدًا ما صنع؟) أن (زيدًا) هو المفعول الأول، و (ما صنع؟) في موضع المفعول الثاني.
ولا تكون الكاف اسمًا، لأَنَّ السؤال إِنما هو عن زيد في صفته، ولست تسأل عن المخاطب ما صنع. انتهَى.
والفراء: أن التاء حرف خطاب، وليست باسم، والكاف: هي الفاعل.
والكسائي: أن الكاف مفعول، ويلزمه أَن يكونَ المعنَى:(أرأيتك نفسك).
قال الزمخشري: وهو خُلْفٌ.
وقال مكي: لو كان الكاف اسمًا في (أرأيتك زيدًا ما صنع؟) .. لوجب أَن يكونَ معناه:(أرأيتك نفسك زيدًا ما صنع؟)؛ لأَنَّ الكاف هي المخاطب، وهذا الكلام محال في المعنَى، ومتناقض في الإعراب. انتهَى.
وقال ابن بابشاذ: ليست التاء للخطاب، والخطاب: في الكاف، ويدل عَلَى تجرد التاء من الخطاب: إِفرادُها عَلَى كل حال، وإلزامها الفتح مطلقًا. انتهى.
وندرت الكاف في:(هنّاك) بتشديد النون في الإشارة للبعيد.
وأندر منه: اتصالها في نحو: (نعمّك الرجل زيد، وكلّاك، وليسك).