وحكَى أبو حيان: إن (على) ضد الفراء حرف، وإِن جرت بـ (من).
وذكر أبو الحسن بن الطّراوة في كتاب "رد الشَّارد": والَّذي يفهم من كلام سيبويه: أنها لا تكون إِلَّا اسمًا ولَا تكون حرف ألبتة.
[تنبيه]
الصَّحيح عن البصريين: أن حروف الجر لا ينوب بعضها عن بعض، وما أوهم ذلك .. فعلَى تأويل يقبله اللّفظ في أَو على تضمين الفعل معنَى فعلٍ يتعدَّى بذلك الحرف كما سبقت الإشارة به.
ولهذا قال الرّضي ما معناه: أنه إِذا تُوُهِّم خروج حرف الجر عن أصله وكونه بمعنَى حرف آخر، أَو أنه ؤائد ونحو ذلك .. فالأولَى في بَل الواجب بقاؤه على أصل معناه الموضوع لهُ، وتضمين الفعل المعدى به معنَى من المعاني يستقيم به الكلام؛ فنحو:
وهو من قصيدة وصف بها القطا، وهو من الطويل. وعجزه: تَصِلّ وعن قيض بزيزاء مجهل انظر شرح ابن الناظم ص ١٥٢، وابن عقيل ١/ ٢١، والأشموني ٢/ ٢٩٦، والسندوبي ٨٣، وداود، والأصطهناوي، والسيوطي ص ٧٢ وفي همعه ٢/ ٣٦، والشاهد وقم ٨٢٨ من خزانة الأدب، وابن يعيش ٧/ ٢٨، والكتاب ٢/ ٣١، والمقتضب للمبرد ٣/ ٥٣.
اللغة: غدت: صارت والضمير للقطاة، تم: كمل، ظِمؤها: -بكسر الظاء وسكون الميم بعدها همزة- مدةُ صبرها عن الماء ما بين الشرب والشرب، وفي الكتاب: خِمسُها بدل ظمؤها أي: ترد اليوم الخامس، تصلُّ: تصوت، قيض: - بفتح القاف وسكون الياء - القشر الأعلى للبيض، بزيزاء - بزايين بينهما ياء -: ما ارتفع من الأرض، ويروى مكانه ببيداء، مجهل: أي: قفر ليس فيها أعلام يهتدى بها.
المعنى: يذكر أن هذه القطاة ذهبت من فوق أفراخها بعد أن تم صبرها على الماء، وذهبت عن قشر بيضها الذي أفرخ، تاركة إياه ببيداء لا يهتدى فيها بعلم.
الإعراب: غدت: فعل ماض ناقص بمعن صار، والتاء للتأنيث واسمه ضمير مستتر، من: حرف جرّ، عليه: اسم بمعن فوق مجرور محلا بمن، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر غدت، بعد ظرف متعلق بغدت، ما: مصدرية، تم: فعل ماض، ظمؤها: فاعل والضمير مضاف إليه، تصل: فعل مضارع والفاعل ضمير مستتر والجملة في محل نصب حال، وعن قيض: جار ومجرور معطوف على قوله: من عليه، بزيزاء: متعلق بمحذوف صفة لقيض، مجهل: صفة لبزيزاء.
الشّاهد:(من عليه)، فإن (على) فيه اسم بمعنى فوق بدليل دخول حرف الجر عليه.