للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

النّصب وهو جامد؛ لأنه أشبه الصّفة، فـ (شبر أرضًا): شبيه بـ (ضارب زيدًا)، و (عشرون درهمًا)، شبيه بـ (ضاربين زيدًا).

وابن عصفور: أن النّاصب لتمييز النّسبة؛ في نحو: (طاب زيد نفسًا): الجملة الّتي قبله.

والمعتمد: الفعل وحده أَو ما يشبه الفعل: كـ (طيِّبٌ نفسًا).

وفاعل (فسَّرَهْ)، يعود علَى التّمييز؛ فمعنَى قوله: (يُنْصَبُ تَمْيِيزًا بِمَا قَدْ فَسَّرَهْ): أَن التّمييز ينصب بالذي يفسره، وهذا لا إشكال فيه علَى تمييز المفرد؛ كـ (شبر أرضًا)؛ فإِن (أرضًا) فسَّر (شبرًا) فانتصب به.

وأما علَى تمييز النّسبة .. فقيل: إن كلام الشّيخ رحمه الله يقتضي أن النَّاصب للتمييز هو النّسبة؛ فإِن التّمييز قد فسرها، وهو قَدْ قال: (ينصبُ تَمييزًا بمَا قَدْ فَسَّرَه) والحال: أَن النَّاصب لهُ الفعل ونحوه.

ويجاب: بأنه علق الإبهام علَى نفس الفعل باعتبار قيام النّسبة به، فيصير الفعل كأنه هو المبهم، فالنّاصب للتمييز: هو الفعل أَو ما يشبهه.

[تنبيه]

قد يكون التّمييز مؤكّدا كالحال، وجعل منه في القرآن: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ} و (ليلةً) الثَّانية من قوله تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}.

* والفرق بين الحال والتّمييز:

أن الحال يصلح أن يكونَ جوابًا لكيف؛ كقولك: (راكبًا) بعد (كيف جاء زيد؟) وتقع الحال جملة، وظرفًا، ومجرورا، وتبين الهيئات.

والتّمييز: لا يكون إِلَّا اسمًا، ويبين الذّوات كما علم، ولَا يتعدد التّمييز، بخلاف الحال.

[فائدة]

(القفيز) لأهل العراق، و (الرُّستاق) لخراسان، و (المِربَد) لأهل الحجاز، و (الإردَبُّ) لمصر.

والله الموفق

<<  <  ج: ص:  >  >>