وأجيب: بأن الأصل: (يا عمرا) بالألف ثم حذفت لالتقاء السّاكنين، فبقيت الرّاء مفتوحة، وهذا علَى رأي من يجيز زيادة الألف فِي آخر كل منادَى، ذكره السمين فِي "شرح التّسهيل".
وروي:(يا عمرُ) بالضّم.
والوصف بـ (ابنة): كالوصف بـ (ابن) فيما تقدم؛ نحو:(يا هند بنت سعيد)، بضم (هند) وفتحها.
ومن العرب: من يضم نون (ابن) اتباعًا لضم المنادَى قاله الأخفش، وفيه إتباع الثّاني كقراءة (الحمدُ لله) بضم اللام.
[تنبيه]
• تحذف ألف (ابن) أيضًا فِي غير النّداء إِذا اجتمعت فيه الشّروط المتقدمة؛ نحو:(جاء زيد بن عمرو).
• ويحذف التّنوين من الموصوف أيضًا كما فِي النّداء.
• والكنية فِي ذلك الاسم؛ نحو:(جاء زيد بن أبي بكر)، و (جاء أبو بكر بن زيد) فحذفت ألف (ابن) لئلا ينوي فصله ممَّا قبله، وحذف التّنوين علَى جعل الاسمين بمنزلة شيء واحد كما سبق.
ونقل ابن بابشاذ عن سيبويه: أَن الحذف لالتقاء السّاكنين، وكثرة الاستعمال، وكون (ابن) صفة.
وشذ قولُ الشّاعرِ:
مرفوع بالضمة، وهو مضاف. أروى: مضاف إليه. بأجود: الباء حرف جر زائد، أجود: اسم مجرور لفظا منصوب محلًا على أنه خبر ما، وعلامة جره الفتحة بدلًا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف على وزن أفعل. منك: حرف جر، والكاف: ضمير متصل مبني فِي محلّ جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بأجود. يا: حرف نداء. عمر: منادى مبني فِي محلّ نصب.
الجوا: نعت عمر منصوب بالفتحة، والألف للإطلاق.
الشاهد فيه قوله:(يا عمر الجواد) والقياس فيه: يا عمر، وقد استدل به الكوفيون على أن المناد الموصوف يجوز فيه الفتح، سواء أكان الوصف لفظ (ابن) أو لم يكن.
وقال البصريون: إن الأصل: يا عمرا. أي هو كالمندوب، وحذفت الألف. وفي هذا تكلف.