للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

....... وَالعَيش شَحٌّ وَإِشفَاقٌ وتَأمِيلُ (١)

ويجب العطف فِي هذا كما ترَى.

ويخبر بمفرد وجملة، كـ (زيد كريم جاء).

خلافًا لابن الشّجري فِي "أماليه".

[تنبيه]

الشيئان المؤديان لواحد .. يجوز أَن يخبر عنها بمفرده؛ كـ (العينان حسنة)، و (الأذنان صغيرة)، والأصل: (حسنتان وصغيرتان).

وإِنما جاز الإِفراد، لأنَّ العينين حاسة النّظر، والأذنين حاسة السّمع؛ كقولِهِ:

لِمَن زُحلُوقةٌ زُلُّ ... بِها العَينانِ تَنهَلُّ (٢)


(١) التخريج: هذا عجز بيت من البسيط، وصدره: والمَرءُ سَاعٍ لَأمرٍ لَيسَ يُدرِكُهُ
وقائله عبدة بن الطيب في ديوانه ٣٢٥، وهو من شواهد شرح التسهيل (١/ ٢٢)، وعبدة هو: يزيد بن عمرو بن وعلة، شاعر مخضرم أدرك الإسلام فأسلم وشهد مع المثنى بن حارثة قتال هرمز (انظر ترجمته في الشعر والشعراء: ١/ ٧٠٥).
الإعراب: والعيش: الواو: استئنافية، العيش: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. شحٌّ: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة. وإشفاق: حرف عطف واسم معطوف. وتأميل: مثلها في الإعراب.
الشاهد: قوله: (العيش شح وإشفاق وتأميل)؛ حيث إن الحياة والعيش متعددان في المعنى، وإن كانا مفردين في اللفظ، فيجب العطف بالواو كما في الشاهد.
(٢) التخريج: البيت من بحر الهزج، وهو لامرئ القيس في ملحق الشعر المنسوب إليه. والبيت في معجم الشواهد (ص ٢٩٨) وفي شرح التسهيل (١/ ١٠٩) وفي التذييل والتكميل (٢/ ٨٠).
وبعد بيت الشاهد قوله:
يُنادِي الآخِرُ الأُلُّ ... أَلَا حُلُّوا ألَا حُلُّوا
اللغة: الزحلوقة: أرجوحة الصبيان. زل: أي يزلُّ بها من وقف على حافتها. الألّ: الأول. ألا حلوا: أي انزلوا.
المعنى: بيتان قالهما امرؤ القيس عندما رأى -وهو مريض- قبرًا يحفر له. فهو يشبه قبره الذي سيتدلى به بالزحلوقة التي يتدلى عليها الصبيان؛ وليس ذلك فقط، بل إن السابقين يدعون من بعدهم.
الإعراب: لمن: جار ومجرور متعلقان بخبر مقدمًا. زحلوقة: مبتدأ مؤخر مرفوع. زلُّ: صفة مرفوعة. بها: جار ومجرور متعلقان بتنهل الآتي ذكره. العينات: فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور. تنهل: فعل مضارع=

<<  <  ج: ص:  >  >>