للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يداكَ يدٌ خَيرُها يُرتَجَى ... وأُخرَى لأعدَائِها غائظة (١)

وقال ابن قيم الجوزية فِي شرح هذا الكتاب: والاستشهاد به علَى تعدد الخبر لمبيدأٍ واحدٍ وهمٌ (٢).

واستشهد به بعضهم علَى أنه ممَّا تعدد فيه المبتدأ حكمًا لا حقيقة والحقيقة أظهر، فهو مبتدأ، و (يد): خبر، و (يرتجَى خيرها): صفة ليد، و (أخرى) خبرٌ ثانٍ عطفَ علَى يد، و (غائظة): صفة لـ (أخرَى).

وقيل: تقديرُهُ: (هاتان يداك، إِحداهما يد يرتجَى خيرها، والأخرَى غائظة للأعداء).

وأما تعدده حكمًا .. فكقوله تعالَى: {أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ}.

وكَقَولِ الشَّاعرِ:


(١) التخربج: الشاهد -كما ذكر العيني في شرح الشواهد- أنشده الخليل، وما قيل: إنه لطرفة لم يثبت، وهو من شواهد: التصريح: ١/ ١٨٢، والأشموني: ١٦٦/ ١/ ١٠٦، والعيني: ١/ ٥٧٢، وليس في ديوان طرفة. الشعر والشعراء: ١/ ١٨٥، والخزانة: ١/ ٤١٢، ومعاهد التنصيص: ١٦٤.
المفردات الغريبة: يداك: مثنى يد.
المعنى: يمدح الشاعر رجلًا بالكرم والجود، ذاكرًا أن إحدى يديه يرتجى منها الخير والبر، ويصفه بالشجاعة، فيذكر أن يده الأخرى غيظ للأعداء، لأنها قوية عليهم.
الإعراب: يداك: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الألف؛ لأنه مثنى، والكاف: مضاف إليه. يد: خبر المبتدأ مرفوع. خيرها: خير: مبتدأ، وهو مضاف، وها: مضاف إليه. يُرتجى: فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل هو، والجملة: في محل رفع خبر المبتدأ (خيرها)، والجملة الاسمية (خيرها يرتجى): في محل رفع صفة ليد. وأخرى: الواو عاطفة، أخرى: معطوف على يد مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة. لأعدائها: جار ومجرور متعلقان بغائظة الآتي، وها: مضاف إليه. غائظة: صفة لأخرى.
الشاهد: قوله: (يداك يد خيرها)؛ حيث تعدد الخبر بتعدد صاحبه، وفي الشاهد كلام ذكره المؤلف.
(٢) إرشاد السالك إلى حل ألفية ابن مالك (١/ ٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>