سبق أن المعرب من الأفعال: المضارع, ما لم يباشر النون, وتقدم مبسوطًا في المعرب والمبني.
واختلف في رافع المضارع:
* فالمصنف وأكثر الكوفيين: أن الرافع له التجرد، وهو الصحيح؛ لأنه لما تجرد من الناصب والجازم واستقل دون عامل لفظي .. دل ذلك على قوته، فأشبه المبتدأ، فعمل الابتداء في المبتدأ، وعمل التجرد في المضارع.
وبحث فيه بعضهم: بأن التجرد عدميّ، والرفع وجودي؛ فلا يصلح كونه علة للوجودي.
وأجيب: بأن التجرد وجودي أيضًا وهو كون المضارع، خاليًا من العوامل، فهي هيئة في الجملة.
* والبصريون: أنه ارتفع لوقوعه موقع الاسم؛ كما تقول:(زيد ضارب)، و (زيد يضرب).
ونُقض:
بأداة التحضيض؛ نحو:(هلا تفعل).
والموصول؛ نحو:(جاء الذي يقرأ)؛ فإن الفعل مرفوع في المثالين، ولا يقع الاسم موقعه؛ لأن أداة التحضيض مختصة بالفعل، والصلة لا تكون أسماء، بل
(١) ارفع: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. مضارعًا: مفعول به لارفع. إذا: ظرف تضمن معنى الشرط. يجرد: فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى مضارع، والجملة من يجرد ونائب فاعله: في محل جر بإضافة إذا إليها، وجواب الشرط محذوف، والتقدير: إذا يجرد فارفعه. من ناصب: جار ومجرور متعلق بقوله: (يجرد) السابق. وجازم: معطوف على ناصب. كتسعد: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: وذلك كائن كتسعد، وقد قصد لفظ تسعد.