للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تَرْجَمَة الشَّارِح مُحَمَّد الفَارِضِي رَحِمَهُ الله

(٠٠٠ - ٩٨١ هـ) (٠٠٠ - ١٥٧٣ م) (١)

الشيخ الإمام العلامة، محمد القاهري الحنبلي، شمس الدّين، المعروف بالفارضي، الشاعر الفرضي المشهور.

قال في "الكواكب": أخد عن جماعة من علماء مصر، واجتمع بشيخ الإسلام الوالد حين كان بالقاهرة سنة اثنتين وخمسين، وكان بدينًا سمينًا، فقال الوالد يداعبه:

الفارضيّ الحنبليّ الرّضي ... في النحو والشعر عديم المثيل

قيل ومع ذا فهو ذو خفّة ... فقلت كلا بل رزين ثقيل

واستشهد الشيخ شمس الدّين العلقمي (٢) بكلامه في "شرح الجامع الصغير" فمن ذلك قوله في معنى ما رواه الدّينوري فى "المجالسة" والسِّلفي في بعض تخاريجه، عن سفيان الثوري قال: "أوحى اللَّه تعالى إلى موسى عليه الصلاة والسلام: لأن تُدخل يدك إلى المنكبين في فم التّنين .. خيرٌ من أن ترفعها إلى ذي نعمة قد عالج الفقر":

إدخالك اليد في التّنّين تدخلها ... لمِرفَقٍ منك مُسْتَعْدٍ فيقضمَها

خير من المرء يُرجَى في الغنى وله ... خصاصة سبقت قدكان يَسنِمُها

ومن بدائع شعره:

إذا ما رأيت اللَّه للكلّ فاعلا ... رأيت جميع الكائنات ملاحا

وإن لا ترى إلا مضاهيَ صنعه ... حجبت فصيّرت المساء صباحا

ومن محاسنه أيضا: أنه صلّى شخص إلى جانبه ذات يوم فخفّف جدا، فنهاه،


(١) انظر ترجمته في "شذرات الذهب" ١٠/ ٥٧٦ وما بعد، و"الكواكب السائرة" (٣/ ٨٣ - ٨٥)، و "مختصر طبقات الحنابلة" (٩٧ - ٩٩)، و"الأعلام" (٦/ ٣٢٥)، و"معجم المؤلفين" (١١/ ١١٤).
(٢) ترجمته في وفيات سنة (٩٦٣) من شذرات الذهب ١٠/ ٤٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>