وحصرُ الكلامِ في الاسم والفعل والحرف: دليله: الاستقراء، ولأنه يُعبَّرُ عما خطَر في النفس بهذه الثلاثة؛ فلو كان أكثر من ذلك .. لبقي في النفس من المعاني ما لا يمكن العبارة عنه، وليس كذلك.
وقدم الاسم: لأنه يخبّر عنه، وبه.
وأخر عنه الفعل؛ لأنه يخبر به فقط عرض حال في الذات، وهي: الاسم، والمحل مقدم على الحال عقلًا.
الاسم كلمة دلت على معنى في نفسها، غير مقترنة بزمان معين لذلك المعنى.
فالمقترن بزمان معين: لا ينصرف إلا إلى: الماضي، أو الحال، أو المستقبل.
وأما ما دل على مطلق الزمان الشامل لهذه الثلاثة ولغيرها: فهو اسم، كـ (الصبوح
(١) بالجر: جار ومجرور متعلق بقوله: حصل الآتي آخر البيت، ويجوز أن يكون متعلقًا بمحذوف خبر مقدم، مبتدؤه المؤخر هو قوله: (تمييز) الآتي. والتنوين، والندا، وأل، ومسند: كلهن معطوفات على قوله الجر. للاسم: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم إن جعلت قوله: (بالجر) متعلقًا بحصل، فإن جعلت بالجر خبرًا مقدمًا -وهو الوجه الثاني- كان هذا متعلقًا بحصل. تمييز: مبتدأ مؤخر، وقد عرفت أن خبره واحد من اثنين. حصل: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى تمييز، والجملة في محل رفع نعت لتمييز، وتقدير البيت: التمييز الحاصل بالجر والتنوين والندا وأل والإسناد: كائن للاسم، أو: التمييز الحاصل للاسم عن أخويه الفعل والحرف كائن بالجر والتنوين والنداء وأل والإسناد: أي كائن بكل واحد من هذه الخمسة.