للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والفارسي: يعلق بـ (لعلَّ)، وجعل منه: {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ}.

وكذا: (لو الشّرطية) فِي قولِ الشّاعر:

وَقد عَلِم الأقْوامُ لَو أَنّ حَاتِمًا ... أَرَادَ ثَراءَ المَال كانَ لَهُ وَفْرُ (١)

و (كم الخبرية)؛ لقوله تعالَى: {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا}، فـ (كم): منصوب بـ (أهلكنا)، والجملة، سادة مسد المفعولين.

وأما نحو: (علمت أَن زيدًا لقائم) .. فقيل: إن النّاسخ هو المعلِّق.

والصّحيح: أنه اللّام؛ كما قال المصنف فِي (إن وأخواتها): (وكَسَرُوا مِنَ بَعدِ فِعلٍ عُلِّقَا بِالّلامِ)؛ لأَنَّها هي المعلِّقة فِي: (علمت لَزيدٌ قائمٌ).

واستصحب ذلك مع دخول النّاسخ؛ لأنَّ تأخيرها عارض من جهة: أنها للتوكيد، و (إِن) للتوكيد، ولَا يجمع بَينَ حرفين بمعنَى واحد كما علم؛ لكن حكَى أحمد بن الخباز: جواز: (علمت إن زيدًا قائم) بكسر (إن)، فعلَى هذا: تكون معلِّقة؛ لأَنَّها كسرت وَلَم توجد لام.

[فائدة]

قيل: من شرط التّعليق: أَن لا يعمل الفعل فِي أحد المفعولين، فَلَا تعليق فِي نحو:


(١) التخريج: البيت لحاتم الطّائي في ديوانه ص ٢٠٢، والأغاني ١٧/ ٢٧٦، ٢٩٥، وأمالي الزّجاجي ص ٢٠٩، وخزانة الأدب ٤/ ٢١٣، والدّرر ٢/ ٢٦٤، والشّعر والشّعراء ١/ ٢٥٣، ولسان العرب ٤/ ٥٤٨ عذر، ١٤/ ١١٠ ثرا، وهمع الهوامع ١/ ١٥٤، وبلا نسبة في جمهرة اللّغة ص ٧٨٩.
المعنى: يقول: لقد علم النّاس لو أن حاتمًا أراد جمع المال .. لكان لهُ المال الوفير.
الإِعراب: وقد: الواو: بحسب ما قبلها، قد: حرف تحقيق. علم: فعل ماض. الأقوام: فاعل مرفوع. لو: حرف امتناع لامتناع. أنَّ: حرف مشبه بالفعل. حاتمًا: اسم (أنَّ) منصوب. أراد: فعل ماض، والفاعل: هو. ثراء: مفعول به لأراد، وهو مضاف. المال: مضاف إِليه مجرور. كان: فعل ماض ناقص. له: جار ومجرور متعلقان بخبر كَانَ المحذوف. وفر: اسم كَانَ مؤخر مرفوع.
وَجُملَة (قد علم الأقوام): لا محل لها من الإِعراب؛ لأَنَّها ابتدائية أو استئنافية أو معطوفة على جملة سابقة. وجملة (أراد): في محل رفع خبر أنَّ. وجملة (كان لهُ وفر): لا محل لها من الإِعراب؛ لأَنَّها جواب شرط غير جازم.
الشاهد: قوله: (علم الأقوام ... )؛ حيث علق الفعل (علم) عن العمل -وهو ينصب مفعولين- لوقوع (لو الشرطية) قبلهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>