للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فالّذي سهل وقوعه هنا غير مسبوق بنفي: كون ضميره الّذي فِي الفعل مسبوقًا بنفي؛ فكأنه وقع بعد النّفي؛ إِذ هو وضميره شيء واحد كما سبق.

ولَا يكون التّعليق فِي غير أفعال هذا الباب، فخرج نحو: (عرفت أيُّهم منطلق) فـ (أيهم): مبتدأ، و (منطلق): خبره، والجملة الاستفهامية: فِي محل نصب؛ لسدها مسد مفعول عرفت.

ومثله: (نظرت أيُّهم منطلق).

وقيل علَى إسقاط الحرف؛ لأنَّ نظر يتعدَّى بـ (إلى).

وأَجازَ بعضهم أَن يكونَ هذا تعليقًا، وقال به الزّمخشري فِي قوله تعالَى: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} فِي سورة هود عليه السّلام.

وادعَى أَن (يبلو): فيه معنَى العِلم.

ومنع التّعليق فِي سورة الملك فِي قوله تعالَى: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}، فاضطرب كلامه. وقد علق فعل النّسيان حملًا علَى ضده وهو العلم؛ كَقَولِ الشَّاعرِ:

وَمَنْ أَنْتُمُ إِنَّا نِسِينَا مَنَ انْتُمُ ... ...................... (١)

فجملة (من أنتم؟): علق عنها العامل؛ لوجود الاستفهام.

ونقل الشّاعر فتحة الهمزة للنون، وهو جائز نثرًا ونظمًا.

وشرط بعضهم فِي التّعليق: أنه إِذا حذف المعلِّق .. تسلط العامل علَى لفظ ما بعد المعلِّق، فيجيز نحو: (علمت ما زيد قائم)، ويمنع نحو: (علمت ليقومنّ زيد).

والصّحيح: جواز ما منعه.


(١) التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: وَريحُكُم منْ أَيِّ رِيحِ الأَعَاصر
وقائله زياد الأعجم، ونسب في المحتسب لحطان بن عبد الله. وَهو في المحتسب (١/ ١٦٨)، والخصائص (٣/ ٨٩، ١٦٧)، والتّذييل (٢/ ١٠٢٤)، والعيني (٢/ ٤٢٠)، وشرح الحماسة للمرزوقي (٤/ ١٥٣٩)، وشرح التّبريزي (٤/ ١٠٧)، وشواهد النّحو في الحماسة (ص ٢٩٦)، وشرح الألفية لابن النّاظم (ص ٧٨).
الشاهد: قوله: (نسينا من أنتم)؛ حيث علق الفعل (نسي) بالاستفهام، والجملة من اسم الاستفهام وخبره: في محل نصب مفعوله.

<<  <  ج: ص:  >  >>