للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والكسائي: أن النصب في هذه المواضع بـ (أو) نفسها.

وقيل: بالمخالفة، فلما خالفه في المعنى .. خالفه في الإعراب.

والصحيح: خلافهما.

[تنبيه]

الفعل الواقع بعد (أو) في هذه المواضع ونحوه: لا بد من تقديره بمصدر؛ فإذا قلت: (لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى) أو (كسرت كعوبها أو تستقيما) أو (لأقتلن الكافر أو يسلم) .. كان المعنى ليحصل: (استسهال مني للأمور الصعبة أو أدرك المنى)، و (ليكونن كسر مني أو استقامتها)، و (ليكونن قتل مني للكافر أو إسلامه).

وإنما وجب أن يقدر الفعل قبل (أو) بمصدر؛ لأن الفعل بعدها مؤول باسم وهو أيضًا مصدر، ولا يصلحُ عطف الاسم على الفعل، إلا في نحو: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ} على ما سبق في آخر العطف.

وقول الشيخ: (أنْ): مبتدأ، وقوله: (خفي): خبره، والتقدير: (أن خفيٌّ بعد أو إذا يصلح في موضعها حتى أو إلا)؛ أي: (خفي كخفائه بعد نفي كان).

وبعضهم: يجعل (أو) هنا بمعنى (إلا أن) أو (إلى أن) وليس بجيد؛ لأن النصب بعدها بـ (أن) مضمرة، وهي إذا كانت بمعنى (إلا أن) أو (إلى أن) والنصب بـ (أن) مضمرةً .. فيصير التقدير: (لأقتلنَّ الكافر إلا أن يسلم) أو (إلى أن يسلم)، والوجه أنها بمعنى (إلا) فقط، أو (إلى) فقط كما سبق.

وبعضهم: يجعل (أن) بمعنى (لئلا)، في نحو قوله تعالى: {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ


بيت الشاهد قوله:
بَكى صاحِبي لَمّا رَأى الدَّربَ دونَهُ ... وَأَيقَنَ أَنّا لاحِقانِ بِقَيصَرا
وبعده:
وَإِنّي زَعيمٌ إِن رَجِعتُ مُمَلَّكًا ... بِسَيرٍ تَرى مِنهُ الفُرانِقَ أَزوَرا
عَلى لاحِبٍ لا يَهتَدي بِمَنارِهِ ... إِذا سافَهُ العَودُ النُّباطِيُّ جَرجَرا
الشاهد: قوله: (أو نموت)، حيث يجوز في (أو) هذه أن تكون بمعنى (حتى) أو بمعنى (إلا)، وعلى الحالين الفعل بعدها منصوب بأن مضمرة وجوبًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>