للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: الألف للإِطلاق.

وإذا وقع فِي جوابها (إِذ) و (إِذا) الفجائيتان، نحو: (بينما زيد قائمٍ إِذ جاء عمرو) .. فعلَى كون (إِذ) و (إِذا) ظرفي مكان عند المبرد، يكون ما بعدهما عاملًا فِي بَينَ إذ هما حينئذ غير مضافين؛ لأنَّ ظرف المكان سوَى (حيث) لا يضاف لجملة، فَلَا منع من أَن يعمل ما بعدهما فيما قبلهما، فالتّقدير: (جاء عمرو بَينَ أوقات قيام زيد فِي مكان قيامه).

- وأما علَى كونهما ظرفي زمان عند الزّجاج .. فكلاهما مبتدأ مضاف للجملة، وهو حينئذ مخرج من الظّرفية، و (بينما): خبر مقدم، والتّقدير: (وقت مجيء عمرو بَينَ أوقات قيام زيد)؛ أَي: كائن بَينَ أوقات قيام زيد. انتهَى، ملخصًا من "العباب" بمعناه.

* وأما (معاذ) .. فنصبه علَى المصدر بعامل محذوف من لفظه يقال: (أعوذ به عوذًا)، و (عياذا)، و (معاذًا)، وهو لازم الإِضافة كما سبق.

* وأما (وسْط) .. فظرف لازم الإِضافة كما سبق، وتسكن سينها إن صلح موضعها بَينَ: كـ (جلست وسط القوم)، وإِلا فتحت: كـ (جلست وسط الدّار).

ويجوز الفتح مع السّكون، وعكسه.

* وأما (الآل) بمعنَى الأهل .. فالكثير: أَن يضاف للعَلَم، ويقل للضمير؛ كقولِهِ عليه الصّلاة والسّلام: "آلي كلُّ تقي إِلَى يوم القيامة" أخرجه تمَّام فِي "فوائده" (١).

وكَقَولِ الشَّاعرِ:


(١) فوائد تمام ٢/ ٢١٧، والحديث فيه بلفظ: سُئِلَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: مَنْ آلُ مُحَمَّدٍ؟ فَقَالَ: "كُلُّ تَقِيٍّ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ".
وعليه: فلا شاهد في الرواية على إضافة الآل للضمير.
والحديث الذي يستشهد فيه هنا: هو ما رواه الحاكم في المستدرك برقم ٤٦٥٧: عن جعفر بن أبي طالب رضي اللَّه عنه قال: لما نظر رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- إلى الرحمة هابطة .. قال: "ادعوا لي، ادعوا لي" فقالت صفية: من يا رسول اللَّه؟ قال: "أهل بيتي؛ عليًا وفاطمة والحسن والحسين"، فجيء بهم، فألقى عليهم النبي -صلى الله عليه وسلم- كساءه، ثم رفع يديه ثم قال: "اللَّهم هؤلاء آلي، فصلِّ على محمد وعلى آل محمد".
وأنزل اللَّه عز وجل: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وقد صحت الرواية على شرط الشيخين: أنه علَّمهم الصلاةَ على أهل بيته، كما علَّمهم الصلاةَ على آله.

<<  <  ج: ص:  >  >>