للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أَو بمضارع اتصلت به نون النّسوة؛ فإِنه مبني أيضًا علَى الأصح، كقوله:

................... ... عَلَى حِينَ يَستَصبِينَ كُلَّ حَلِيمِ (١)

فبنيت (حين) فِي الموضعين، وهو المختار كما ذكر.

وعن أبي الفتح: أن الظّرف فِي نحو: (حين قام زيد) أو (يوم قام زيد): مضاف للفعل وحده، فبني لإِضافته لمبني، وليس مضافًا لجميع الجملة؛ لأنَّ الجمل لا توصف بإعراب ولَا بناء.

واستشكل: بكون الأفعال تضاف إِليها؛ إِذ الإِضافة تفيد التّعريف أَو التّخصيص، والأفعال لا يتأتَّى فيها ذلك.

وأجيب: بأن الفعل هنا منزل منزلة المصدر، كما فِي قوله تعالَى: {وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}؛ أَي: (سواء عليهم الإنذار وعدمه).


(١) التخريج: عجز بيت وصدره: لأجتذبن منهن قلبي تحلما
وهو بلا نسبة في خزانة الأدب ٣/ ٣٠٧؛ والدرر ٣/ ١٤٥؛ وشرح التصريح ٢/ ٤٢؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٢٢؛ ومغني اللبيب ٢/ ٥١٨؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٤١٠؛ وهمع الهوامع ١/ ٢١٨.
شرح المفردات: التحلم: تكلف الحلم، أي الرزانة والابتعاد عن الطيش. يستصبين: يقعن في الصبوة، وهي الميل إلى اللَّهو والطيش. الحليم: العاقل.
المعنى: يقول: إنه سيجتذب قلبه من هؤلاء الحسان، ويبتعد عن اللَّهو والطيش تكلفًا، في حين أن لهن قوة تغلب كل عقل، وتستميل كل عاقل.
الإعراب: لأجتذبن: اللام واقعة في جواب قسم مقدر، أجتذبن: فعل مضارع مبني على الفتح والنون للتوكيد، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنا. منهن: جار ومجرور متعلقان بأجتذب. قلبى: مفعول به منصوب، وهو مضاف، والياء في محل جر بالإضافة. تحلما: مفعول لأجله منصوب. على حين: جار ومجرور متعلقان بأجتذب. يستصبين: فعل مضارع مبني على السكون، والنون ضمير في محل رفع فاعل. كل: مفعول به، وهو مضاف. حليم: مضاف إليه مجرور.
وجملة القسم المحذوفة: ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: (لأجتذبن): جواب القسم لا محل لها من الإعراب. وجملة: (يستصبين): في محل جر بالإضافة.
الشاهد: قوله: (على حين يستصبين)؛ حيث بنى (حين) على الفتح؛ لإضافته إلى الفعل المضارع المبني لاتصاله بنون النسوة.

<<  <  ج: ص:  >  >>