للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

* وقد استعملت (وراء) بمعنى (أمام)، في قوله تعالى: {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا}.

وبنيت هذه الظروف في الحالة الرابعة؛ لافتقارها إلى ما تضاف إليه افتقار الحروف إلى غيرها.

والمصنف: أنها أشبهت أحرف الجواب كـ (نعم)، و (بلى) في الاستغناء بها عن لفظ ما بعدها.

* وقال بعضهم في (قبل) و (بعد): بُنِيا لأنهما تعرفا بحذف ما أضيفا إليه، وهو خلاف: ما تتعرف به الأسماء.

وقيل:

لما تضمنا المحذوف بعدهما .. صارا كبعض الاسم، وبعض الاسم: مبني.

وعلى حركة: لالتقاء الساكنين.

وكانت ضمة: لأنهما يصلحان للزمان والمكان بحسب ما يضافان إليه، فلما قوي معناهما .. حركا بأقوى الحركات؛ ليطابق اللفظ المعنى.

أو لأنها في حالة الإضافة تحرك بالفتح والكسر، فضمت ليكمل لها الحركات الثلاث.

والسيرافي: أنها أشبهت المنادى المفرد في كونها إذا نكرت أو أضيفت .. أعربت، وإلا .. بنيت على الضم؛ كـ (يا زيد).

وقال الحوفي: لا يبنيان .. إلا إذا كان المضاف إليه معرفة؛ فإن كان نكرة .. أعربا، سواء نوي معناه أم لا.

وفي حالة البناء على الضم .. تسمى هذه الظروف: (غايات)؛ إذ الأصل أن تكون مضافة لفظًا؛ كـ (جئتك قبل زيد)، ونهايتها حينئذ: آخر المضاف إليه؛ لأن المضاف إليه تتمة المضاف؛ لأن المتضايفين كالكلمة الواحدة؛ فإذا حذف المضاف إليه وتضمنه المضاف .. صارآخر المضاف غاية؛ لأنه ناب عن الغاية.

وقد أعربت حيث ذكر المضاف إليه في قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ}، {حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ}، {فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ}، {أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ}، {مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ}، {إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>