للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فزعم أن (أبا) رد إلى أصله، فحصل: (أبوٌ)، ثم أضيف للياء، فقلبت الواو ياء وأدغم.

وقيل: يحتمل إرادة الجمع، وسقوط النون للإضافة؛ فإن (الأب) يجمع على (أبين)؛ كقراءة بعض السلف: (نعبد إلهك وإله أبيك) الآية.

وكقول الشاعر:

كَريمٌ طَابتِ الأَعرَاقُ مِنهُ ... وَأشبَهَ فِعلُهُ فِعلَ الأَبِينَا (١)

تنبيه:

قد تكسر ياء المتكلم المدغمة فيها؛ كقراءة حمزة: (وما أنتم بمصرخيِّ).

وكقول الشاعر:

قَالَ لهَا هَلْ لَكِ يَا تَا فِيِّ ... قَالَت لَهُ مَا أَنتَ بِالمَرضِي (٢)

بكسر الياء من (فيِّ).

قال قطرب: هي لغة بني يربوع.

واعترض بعضهم على حمزة في هذه القراءة، ونصره الفارسي.


(١) التخريج: البيت من الوافر، وهو لابن دريد في جمهرة اللغة ٣/ ١٣٠٧، وفي التسهيل ١/ ٩٧، والتذييل ٢/ ٣٩.
وبعده قوله:
كريم لا تُغَيِّرُه الليالي ... ولا اللاواء في عهد الأخينا
الشاهد قوله: (الأبينا)؛ حيث جمع (أب) على (أبين)، وهو خلاف الأصل، والأصل: (آباء).
(٢) التخريج: قال البغدادي في الخزانة ٢/ ٢٥٨: هذا رجز من أرجوزة للأغلب العجلي، وهو شاعر مخضرم أسلم وهاجر واستشهد في موقعة نهاوند، وذكر البغدادي أبياتا من القصيدة، منها:
أقبلَ في ثوبٍ معافريِّ
بين اختلاطِ الليلِ والعشيِّ
ماضٍ إذا ما همَّ بالمضيِّ
قال لها هل لكِ يا تا فيِّ
قالت له ما أنتَ بالمرضي
والضمير المؤنث في (لها) يعود إلى امرأة تقدم ذكرها.
ويا: حرف نداء وتا: منادى وهو اسم إشارة يشار به إلى المؤنث.
الشاهد قوله: (فيِّ) حيث كسَرَ ياء المتكلم المضافة في (فيِّ)، وهي لغة بني يربوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>