للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . ... يُسَقَى بِرَيَّا رِيقِهَا العَطِشُ الصَّدِي (١)

وأما اسم الفاعل من المضموم العين، فقد أشار إليه بقوله


(١) التخريج: عجز بيت من الكامل، وصدره: زَعَمَ الهُمامُ وَلَم أَذُقهُ أَنَّهُ
وهي للنابغة الذبياني من قصيدته التي مطلعها:
مِن آلِ مَيَّةَ رائِحٌ أَو مُغتَدِي ... عَجلانَ ذا زادٍ وَغَيرَ مُزَوَّدِ
ومنها:
لا مَرحَبًا بِغَدٍ وَلا أَهلًا بِهِ ... إِن كانَ تَفريقُ الأَحِبَّةِ في غَدِ
حانَ الرَّحيلُ وَلَم تُوَدعِّ مَهدَدًا ... وَالصُّبحُ وَالإِمساءُ مِنها مَوعِدي
وَلَقَد أَصابَت قَلبَهُ مِن حُبِّها ... عَن ظَهرِ مِرنانٍ بِسَهمٍ مُصرَدِ
وَالنَّظمُ في سِلكٍ يُزَيَّنُ نَحرَها ... ذَهَبٌ تَوَقَّدُ كَالشِّهابِ الموقَدِ
صَفراءُ كَالسِّيَراءِ أُكمِلَ خَلقُها ... كَالغُصنِ في غُلَوائِهِ المُتَأَوِّدِ
وَالبَطنُ ذو عُكَنٍ لَطيفٌ طَيُّهُ ... وَالإِتبُ تَنفُجُهُ بِثَديٍ مُقعَدِ
مَحطوطَةُ المَتنَينِ غَيرُ مُفاضَةٍ ... رَيّا الرَّوادِفِ بَضَّةُ المُتَجَرَّدِ
سَقَطَ النَّصيفُ وَلَم تُرِد إِسقاطَهُ ... فَتَناوَلَتهُ وَاتَّقَتنا بِاليَدِ
بِمُخَضَّبٍ رَخصٍ كَأَنَّ بَنانَهُ ... عَنَمٌ يَكادُ مِنَ اللَّطافَةِ يُعقَدِ
نَظَرَت إِلَيكَ بِحاجَةٍ لَم تَقضِها ... نَظَرَ السَّقيمِ إِلى وُجوهِ العُوَّدِ
تَجلو بِقادِمَتَي حَمامَةِ أَيكَةٍ ... بَرَدًا أُسِفَّ لِثاتُهُ بِالإِثمِدِ
كَالأُقحُوانِ كَداةَ غِبَّ سَمائِهِ ... جَفَت أَعاليهِ وَأَسفَلُهُ نَدي
زَعَمَ الهُمامُ بِأَنَّ فاها بارِدٌ ... عَذبٌ مُقَبَّلُهُ شَهِيُّ المَورِدِ
زَعَمَ الهُمامُ وَلَم أَذُقهُ أَنَّهُ ... عَذبٌ إِذا ما ذُقتَهُ قُلتَ ازدُدِ
زَعَمَ الهُمامُ وَلَم أَذُقهُ أَنَّهُ ... يُشفى بِرَيّا ريقِها العَطِشُ الصَّدي
أَخَذَ العَذارى عِقدَها فَنَظَمنَهُ ... مِن لُؤلُؤٍ مُتَتابِعٍ مُتَسَرِّدِ
لَو أَنَّها عَرَضَت لِأَشمَطَ راهِبٍ ... عَبَدَ الإِلَهِ صَرورَةٍ مُتَعَبِّدِ
لَرَنا لِبَهجَتِها وَحُسنِ حَديثِها ... وَلَخالَهُ رُشدًا وَإِن لَم يَرشُدِ
الشاهد: قوله: (العطِش) إذ جاء اسم الفاعل من اللازم المكسور العين الدال على حرارة البطن على (فَعِل).

<<  <  ج: ص:  >  >>