للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أي: أصبرها.

وقال تعالى: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ}؛ التقدير واللَّه أعلم بمراده: (وأبصِر بهم)؛ فحذف من الثاني لدلالة الأول.

ولا يكثر الحذف مع (أفعِل به) إلا إذا كان معطوفًا؛ كما في الآية.

ويقل بدونه؛ كقول الشاعر:

فَذَلكَ إِن يَلقَ المَنيَّةَ يَلقَهَا ... حَمِيدًا وَإِنْ يَستَغنِ يَومًا فَأَجدِرِ (١)

أي: (فأجدر به).


(١) التخريج: البيت لعروة بن الورد في ديوانه ص ١٥، والأصمعيات ص ٤٦، وشرح التصريح ٢/ ٩٠، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٤٢٤، وشرح عمدة الحافظ ص ٧٥٥، والمقاصد النحوية ٣/ ٦٥٠، وله أو لحاتم الطائي في الأغاني ٦/ ٣٠٣، وخزانة الأدب ١٠/ ٩، ١٠، ١٣، ولحاتم الطائي في الدرر ٤/ ٢٠٧، وليس في ديوانه، وبلا نسبة في الأغاني ٦/ ٢٩٦، وشرح ابن عقيل ص ٤٤٨، وهمع الهوامع ٢/ ٣٨.
اللغة: المنية: الموت. حميدًا: أي محمودًا. يستغني: يصيب الغنى. أجدر: أي جدير بذلك.
المعنى. يقول: إن هذا الصعلوك إن مات فإنه يموت شريفًا محمود السيرة، وإلا فهو جدير أن يصيب الغنى.
الإعراب: فذلك: الفاء بحسب ما قبلها، ذلك: اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ. إن: حرف شرط جازم. يلق: فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر تقديره: هو. المعنية: مفعول به منصوب. يلقها: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وها: ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. حميدًا: حال منصوب. وإن: الواو حرف عطف، إن: حرف شرط جازم. يستغن تقديره: هو. يومًا: ظرف زمان منصوب، متعلق بيستغن. فأجدر: الفاء رابطة جواب الشرط، أجدر: فعل ماض أتى على صيغة الأمر وفاعله محذوف تقديره: أجدر به.
وجملة (وذلك إن يلق): بحسب ما قبلها. وجملة (إن يلق. . . يلقها) الشرطية: في محل رفع خبر المبتدأ ذلك. وجملة (يلقها): لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو بإذا. وجملة (إن يستغن): معطوفة على الجملة الشرطية السابقة. وجملة (فأجدر): في محل جزم جواب الشرط.
الشاهد: قوله: (فأجدر) حيث حذف المتعجب منه المجرور، والتقدير: (فأجدر به)، والذي سوغ الحذف: وجود القرينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>