للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وجاء له مصدر في: حديث: "لينتهين أقوام عن وَدْعِهِمُ الجمعةَ".

وبالثالث نحو: (مات)، و (فَنيَ)، فلا يقال: (ما أموته).

وبالرابع نحو: (كان)، و (ظل)، و (كاد)، فلا يقال: (ما أكونه)، لأن (كان) موضوعة للزمان مجردة من معنى الحدث كما علم، فلا فائدة في التعجب بها، خلافًا للكوفيين.

وبالخامس: المنفي لزومًا؛ نحو: (ما عاج بالدواء)؛ أي: (ما انتفع به).

قالوا: لا يستعمل هذا إلا منفيًا؛ ولكن لم يقترن لفظه بنفي في قول الشاعرِ:

. . . . . . . . . . . . ... وَلَا مَشرَبًا أَروَى بِهِ فَأَعيجُ (١)

أي: (فأنتفع)، وهو مضارعها.

بخلاف: (عاج)، (يعوج)، فمعناه: (مال يميل).

أو المنفى جوازًا نحو: (ما ضربت زيدًا).

وبالسادس: (الفعل الدال على اللون)؛ لأن اسم فا عله على (أفعِل): كـ (سوِد) فهو: (أسود)، و (حمِر) فهو: (أحمر).

أو الدال على العيب؛ كـ (عوِر) فهو: (أعور)، و (عمي)، و (حمق)، وإليه أشار بقوله: (وَغَيْرِ ذِي وَصْفٍ يُضَاهِي أَشْهَلا).

فلما كانَ الوصف على (أفعل). . امتنع أن يبنى منه (أفعل) في التعجب خوف اللبس؛ إذ وزنهما واحد، وهو للمصنف رحمه اللَّه.

وأجاز الكسائي وهشام: (ما أحمره) من الألوان.

وحكى العكبري في "شرح اللمع": جواز (ما أحمره)، و (ما أعماه) بشرط:

١. قصد البلادة في الأول.

٢. وعمى القلب في الثاني.

ولهذا قال ابن فلاح:


(١) التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: وَلَمْ أَرَ شَيْئًا بَعْدَ لَيْلَى ألَذُّه
ولم ينسب لقائل معين، وهو في أمالي القالي (٢/ ١٦٨): أنشده أحمد بن يحيى، عن ابن الأعرابي، قال القالي: أعيج: أنتفع، يقال: شربت دواء، فما عجت به، أي: ما انتفعت به، وينظر الشاهد في: اللسان "عيج"، ومنهج السالك (ص ٣٧٥)، والتذييل والتكميل (٤/ ٦٧٣).
الشاهد: قوله: "فأعيج", حيث استعمله مثبتًا، بمعنى: أنتفع، كما قال أبو علي، واستشهد به أبو حيان على الإثبات ردّا على المصنف ابن مالك في أنه للنفي فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>