للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

إلى التفضيل، فإذا أريد التفضيل من نحو: (انطلق)، و (استخرج) .. يقال: (هو أشد انطلاقًا من زيد)، و (أشد استخراجًا من عمرو)؛ كما قيل في التعجب: (ما أشد انطلاقه) ونحوه.

والنصب في التعجب: على المفعولية، وهنا: على التمييز.

تنبيه:

قولهم: (خير من كذا)، و (شر من كذا) أصله: (أخير)، و (أشر)، فحذفت الهمزة تخفيفًا، فانصرفا لنقصان نيابهما.

وقرأ أبو قلابة: (مَنِ الكذاب الأشَرُّ) بفتح الشين، وتشديد الراء، فجاء على الأصل.

ونحو قول الشاعرِ:

بِلَالُ خَيرُ النَّاسِ وابنُ الأَخيَرِ (١)

وسبق الكلام عليهما في التعجب.

واللَّه الموفق

ص:

٤٩٨ - وأَفعَلَ التَّفضِيلِ صِلهُ أَبَدَا ... تَقدِيرًا أو لَفظًا بِمِن إِن جُرِّدَا (٢)


(١) التخريج: الرجز بلا نسبة في الدرر ٦/ ٢٦٥، وشرح التصريح ٢/ ١٠١، وشرح عمدة الحافظ ص ٧٧٠، وهمع الهوامع ٢/ ١٦٦.
الإعراب: بلال: مبتدأ مرفوع. خير: خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. الناس: مضاف إليه مجرور.
وابن: الواو: حرف عطف، ابن: معطوف على خير مرفوع، وهو مضاف. الأخيَر: مضاف إليه مجرور.
الشاهد: قوله: (خير الناس) حيث جاء أفعل التفضيل على غير الوجه الذي يأتي عليه نظراؤه، فالقياس هو أفعل؛ إذ يجب أن يقال (أخير)، غير أنه لكثرة استعماله خفف بحذف همزته الأولى فصار (خير). فهو شاذ في القياس، فصيح في الاستعمال.
وقوله: (ابن الأخير) حيث جاء أفعل التفضيل على الوزن القياسي وهو (الأخير) غير أن شيوع استعماله بخلاف ذلك، فاعتبر استعماله القياسي شاذًّا.
(٢) وأفعل: مفعول به لفعل محذوف يفسره ما بعده، وأفعل مضاف والتفضيل: مضاف إليه. صله: صل: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت، والهاء مفعول به. أبدًا: منصوب

<<  <  ج: ص:  >  >>